أنت هنا

قراءة كتاب علم النفس التجريبي في التراث العربي الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
علم النفس التجريبي في التراث العربي الإسلامي

علم النفس التجريبي في التراث العربي الإسلامي

الشكر موصول لمجموعة من الأساتذة الذين تعلمت منهم علم النفس في مراحل مختلفة من حياتي· أخص منم في جامعة الخرطوم بالسودان أستاذي الجليل د· الزبير بشير طه الذي تعلمت على يديه مبادئ البحث العلمي من خلال إشرافه على رسالة الماجستير التي قدمتها لجامعة الخرطوم كما ت

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

تجزئة البحث السيكولوجي في التراث

قام بعض المهتمين بالتراث العربي الإسلامي بعملية مراجعة له، بغية إحيائه أو تجديده أو تحديد موقف منه، وارتبطت هذه العملية بالدافع للبعث أو النهضة العربية، وتمثل ذلك في بعض المشاريع الكبيرة لا التجزيئية لدراسة (الأصالة والمعاصرة)، و(القدامة والحداثة)، و(العقل والنقل)، و(الاتباع والإبداع)، و(الثابت والمتحول) وذلك من أجل تغيير الوضع السكوني الحالي في العالم العربي· ومن بين هذه المشاريع الكبيرة في دراسة التراث: مشروع حسن حنفي (0 8 9 1) التراث والتجديد، وأعمال الجابري (0 8 9 1) نحن والتراث: قراءة معاصرة في تراثنا الفلسفي ، ومحمد عمارة (9 7 9 1) نظرة جدية في التراث، والطيب تيزيني (9 7 9 1) مشروع رؤية جديدة للفكر العربي منذ بدايته حتى المرحلة المعاصرة، وحسين مروة (1 8 9 1) النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية، وعبد الله الغذامي في النقد الثقافي (0 0 0 2)·
وبوسعنا التساؤل لماذا لم يساهم علماء النفس العرب بمشاريع كبيرة في فهم واقع علم النفس في العالم العربي كما حاول علماء عرب آخرون في مجالات علمية أخرى، مثلا: سمير أمين، وهشام شرابي، وعبد الحليم بركات في علم الاجتماع، وقسطنطين زريق، والعروي في التاريخ، وزكي نجيب محمود وعبد الرحمن بدوي في الفلسفة، ومفكرون إسلاميون مثل محمد عمارة ، وإسماعيل الفاروقي، وطه جابر العلواني، ومحمد أركون، وبرهان غليون، وأدباء مثل أدونيس، ونزار قباني، ومحمود درويش، ومؤرخو علم مثل عبد الحميد صبرة في تاريخ البصريات العربية، ورشدي راشد في تاريخ الرياضيات العربية، وحمارنة في تاريخ الطب العربي، وعلماء توطين العلم والتكنولوجيا في العالم العربي كأنطوان زحلان · وبوسعنا التساؤل: لماذا لم يبرز عالم عربي واحد في علم النفس تضاهي إسهاماته إسهامات المذكورين أعلاه؟
نشرت بعض الدراسات التجزيئية في الدوريات المحلية وقدمت بعض أوراق المؤتمرات كما نشرت بعض الكتب التي عالجت موضوع علم النفس في التراث العربي الإسلامي، مثلا، (الإدراك الحسي عند ابن سينا) (نجاتي، 0 8 9 1)؛ (علم النفس عند ابن سينا) (الأهواني، 2 5 9 1)؛ (الأفكار النفسية عند ابن سينا) (عثمان، 1 8 9 1)، (مسألة النفس وموضوعها عند ابن سينا) (كونسطانين، 2 8 9 1)؛ (الغزالي: مؤسس علم النفس الإسلامي) (الأهواني، 3 8 9 1)؛ (أبو حامد الغزالي وإسهاماته النفسية) (الحاج، 9 8 9 1)؛)؛ (الغزالي وعلم النفس) (الحسيني، 0 5 9 1)؛ و(الدراسات النفسية عند المسلمين والغزالي) (العثمان، 1 8 9 1)؛ (الذكاء عند ابن الجوزي) (أحمد، 7 8 9 1)، (تعريفات الذكاء في التراث العربي الإسلامي من خلال مفهوم العقل ومرادفاته) (الدوغان، 3 9 9 1)؛ (الآراء النفسية عند مسكويه) (الطيب، 2 0 4 1هـ)، (هل أسهم ابن خلدون في تأسيس علم النفس) (العيسوي،5 0 4 1هـ)، (الآراء النفسية عند الماوردي) (الطيب، 9 8 9 1)؛ (حي بن يقظان: دراسة نفسية) (الهاشمي، 5 7 9 1)؛ (علاج الأمراض النفسية والعصبية في التراث الإسلامي) (شعبان، 8 8 9 1)·
ويلاحظ اهتمام هذه الدراسات ببحث جزء واحد مثل الذكاء أو العلاج النفسي، أو التربية أو الإرشاد· كما لم تتم مقاربات أو مقارنات حقيقية وعميقة في نفس الوقت بين موضوعات ونظريات ومناهج علم النفس في التراث العربي الإسلامي· كما لم تتم عملية بحث علم النفس الصلب أو التجريبي في التراث العربي الإسلامي· ولم تتم مناقشة الكيفية التي يتم بها تأصيل علم النفس بصورة عميقة· وليس بين هذه الدراسات مشروع واحد كبير لقراءة وهضم التراث السيكولوجي بصورة موسوعية· وبوسعنا القول بأن الدراسات المتعلقة بالتراث سواء أكانت كتبا أو مقالات بأنها دراسات تجزيئية اهتمت بدراسة إسهامات فردية لأقطاب علم النفس في التراث العربي الإسلامي مثل، ابن سينا، والغزالي وابن الجوزي ومسكويه وابن خلدون والماوردي· ولم يستطع بعض الباحثين كتابة الجوانب الهامة المتعلقة بإسهامات هؤلاء كما أرخها ابن أبي أصيبعة في (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) ، أو ابن النديم في كتاب (الفهرست) أو ابن جلجل في (طبقات الأطباء والحكماء)
وعموما بوسعنا القول إن الإشارة للإسهامات العربية الإسلامية في حقل علم النفس قد كتبت بصورة تاريخ الشخصيات، إنه تاريخ يجزئ إسهامات العلماء، لأنه تاريخ السير الذاتية وليس تاريخ العلم وترتبط كتابة هذه الإسهامات بالتراكم الكمي وليس بالتعاقب النوعي· فالقدماء سجلوا التاريخ بطريقة المناهج المتوفرة عندهم آنذاك ولكن كيف تتبع ذات المناهج في حين تطورت مناهج ممتازة ورؤى جدية في كتابة تاريخ العلوم عند العلماء المعاصرين كما في أعمال سارتون وتاتون، وبروكلمان وسزكين أو الأعمال المتخصصة عند بعض مؤرخي العلوم عند العرب المعاصرين مثل هيل في تاريخ الهندسة الميدانية والميكانيكية العربية، وصليبا في تاريخ علم الفلك العربي، وقنواتي في تاريخ الخيمياء العربية، وفهد في تاريخ النبات والزراعة العربية، وميكال في تاريخ الجغرافية العربية·

الصفحات