قد يبدو لقارئ عنوان هذه الرواية قبل أن يخوض عبابها، أن المقصود به الحديث عن سلسلة جبال تقع شمال إنكلترا، لكنه عندما يبحر فيها سيجد أن المقصود بـ «مرتفعات وذرنغ» منزلاً ريفياً في رأس جبل حوله أراضٍ شاسعة كانت مسرحاً للأحداث الدائرة، التي نسجتها الروائية إميل
أنت هنا
قراءة كتاب مرتفعات ووذرنج
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
أجابتها على الفور: «معذرةً يا سيدتي!».
سألتني: «هل أنت مدعو إلى الشاي؟».
قلت: «يسعدني تناول قدحٍ من الشاي».
سألتني مرة أخرى: «هل دعيت؟».
أجبتها مبتسماً، «كلا، فأنتِ الإنسان الذي يحب أن يدعوني لذلك».
عادت إلى كرسيها، مقطبة الجبين، زمت شفتيها القرمزيتين كطفل أجهش بالبكاء.
وكان الشاب، في أثناء ذلك، ينظر إليّ من طرف خفي، كأن بيني وبينه ثأراً قديماً. فاستحسنت الامتناع عن تتبع نظراته وتصرفاته الغريبة. ولم تمضِ غير خمس دقائق حتى دخل السيد هيثكلف فأنقذني دخوله من ارتباكي ووضعني المتعب. فتوجهت إليه بالحديث رأساً وأنا أتظاهر بالسرور، وقلت:
- أرأيت يا سيدي، لقد حضرت في الوقت المناسب ! لكن أخشى أن أبقى رهين الجو السيئ نصف ساعة أخرى قبل أن أقفل عائداً إلى بيتي.
قال، وهو ينفض ثيابه ليُسقط عنها الثلج: «نصف ساعة؟ هل تعلم أنك تخاطر بنفسك؟ وإني لأخشى أن تضلَّ طريقك وسط المستنفعات. فقد يضلّ كثير من الناس الذين خبروا هذه الأراضي طريقهم في مثل هذه الأمسية، وأستطيع التأكيد بأن ليس هناك أمل في تحسن الجو».
قلت: «تستطيع أن ترسل معي أحداً من رجالك ليرشدني إلى الطريق، ويمكنه أن يقضي الليل معي في «غرانج» ثم يعود إليكم في الصباح».
أجاب: «كلا! لا أستطيع أن أرسل أحداً».
قلت: «أحقاً إنك لا تستطيع ذلك؟! حسناً!! ينبغي أن أعتمد على فطنتي إذاً». فأشاح بوجهه عني والتفت نحو السيدة الشابة، وقال لها:
- هل أعددتِ لنا الشاي؟
فأشارت إليّ وقالت: «هل سيشرب معنا؟».
فأجابها بفظاظة أذهلتني: «أعدي الشاي!» وكشفت لي لهجته القاسية هذه عن طبع سيء، وأدركت أن هيثكلف ليس ذلك الشخص الممتاز الذي تصوّرته.. وعندما أعدَّ كل شيء على المائدة دعاني، وقال:
- والآن... تقدم بكرسيك يا سيدي.