قد يبدو لقارئ عنوان هذه الرواية قبل أن يخوض عبابها، أن المقصود به الحديث عن سلسلة جبال تقع شمال إنكلترا، لكنه عندما يبحر فيها سيجد أن المقصود بـ «مرتفعات وذرنغ» منزلاً ريفياً في رأس جبل حوله أراضٍ شاسعة كانت مسرحاً للأحداث الدائرة، التي نسجتها الروائية إميل
أنت هنا
قراءة كتاب مرتفعات ووذرنج
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
واقتربنا من المائدة جميعاً بما فينا ذلك الشاب. وأخذنا نتناول العشاء. ساد الصمتُ الغرفة. فخاطبت نفسي قائلاً: إذا كنت أنا سبب هذه السحابة من الوجوم؛ فمن واجبي بذل جهدي لزحزحتها.
افتتحت الكلام قائلاً:
«إن قدرة العادة على تكوين ميولنا وأفكارنا؛ عجيبة جداً، فكثير من الناس مثلاً لا يستطيعون تصوّر السعادة في حياة بعيدة عن مجتمع، كالحياة التي تحياها يا سيد هيثكلف؛ أما أنا فأستطيع أن أقول - وأنا محوط بأفراد عائلتك وزوجتك المحبوبة».
فارتسمت على وجهه سحابة من الحزن وقاطعني قائلاً: «زوجتي المحبوبة !!! أين هي زوجتي المحبوبة؟»
قلت: «أقصد السيدة هيثكلف».
أجاب: «نعم، نعم.. أواه! أنت تقصد روحها التي تحرس «مرتفعات ويذرنغ» أما جسدها، فغير موجود. هذا ما تعينه؟».
شعرت أني وقعت في خطأ فحاولت إصلاحه. وكان ينبغي لي ملاحظة الفارق الكبير بين عمر السيد هيثكلف والسيدة.. كان هيثكلف يناهز الأربعين من عمره، بينما لم يتجاوز سنها - كما بدا لي - سبعة عشر عاماً إلا قليلاً.
وفجأة؛ لمح في خاطري رسم الشاب الجالس إلى جانبي، يأكل الطعام بيديه القذرتين فقدّرت أن يكون هو زوجها، وأنه «هيثكلف الأصغر»، وكان هيثكلف قد أكد ظني بقوله: «إن السيدة هيثكلف، زوجة ابني». وأدار وجهه نحوها ورماها بنظرة ملؤها الكراهية والحقد.
قلت للشاب: «لقد اتضح الأمر الآن، إنك المحظوظ بهذا الملاك الجميل».
فامتقع وجه الشاب، وبدا لي أنه يستعد لمهاجمتي، وكأن هذه الكلمات زادت الضغث إبّالة. غير أنه كبح جماح نفسه واكتفى بتوجيه بعض الشتائم إليّ بصوت خافت، فلم أعره أي اهتمام.
قال السيد هيثكلف: «إنك مخطئ في تخمينك يا سيدي!! إن وارث أملاكي الجميل ميّت. وقد قلت لك إن هذه زوجة ابني، أي ذلك المتوفى».
قلت: «أليس هذا الشاب هو ... ».
فقاطعني قائلاً: «إنه ليس ابني!».