تنطلق هذه الدراسة من فرضية أساسية مفادها : إن فكرة أرض الميعاد تعد من أهم المرتكزات الفكرية التي استند عليها الفكر الإسرئيلي المعاصر، و لذلك تسعى هذه الدراسة للإجابة عن جملة تساؤلات منبثقة من هذا الافتراض العلمي لعل اهمها ما يأتي:
أنت هنا
قراءة كتاب أرض الميعاد في الفكر الإسرائيلي المعاصر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أرض الميعاد في الفكر الإسرائيلي المعاصر
كما ركزت هذه الدراسة على الجانب النظري المتعلق بالحدود من حيث ماهيتها، أنواعها ،و تاريخها ، فضلا عن المشكلات الناجمة عن تخطيط الحدود وترسيمها . وما يؤخذ على هذا المصدر تركيزه على الجانب الجغرافي والسياسي مغفلا الجانب الديني .
ولذا ارتأت الباحثة تقديم تصور واضح لهذه الظاهرة وبشكل موسع إلى حد ما مع الاستفادة من الجهد العلمي السابق على هذه الدراسة .
صعوبات الدراسة:
إكتنفت الدراسة في موضوعها (أرض الميعاد في الفكر الإسرائيلي المعاصر) جملة من الصعوبات ، لعل أهمها ما يلي :
1- قلة المصادر التي تناولت فكرة (أرض الميعاد) كفكرة بحد ذاتها ، إذ أنّها كانت دائما تدمج ضمن نسيج المعتقدات والأفكار اليهودية الأخرى - كفكرة (الشعب المختار) ، وفكرة (المسيح المنتظر) ، وان توفرت المصادر فهي تعالج خطوط عريضة دون التشعب في تفاصيلها.
2- ان هذه الدراسه تدخل ضمن حقول العلوم الإنسانية ، وفي مثل هذه العلوم يلقى الباحث غالبا صعوبة كبيرة في التحرر من عواطفه وانفعالاته وقد حاولت الباحثة الابتعاد قدر المستطاع عن إي تحيز أو انفعال .
3-عدم إلمام الباحثة باللغة العبرية ، الأمر الذي منعنا من الرجوع إلى المصادر العبرية . وقد تم تجاوز جزء من هذه الصعوبة بالاعتماد على المصادر المترجمة عن العبرية إلى اللغات العربية أو الانكليزية .
فرضية الدراسة:
تنطلق هذه الدراسة من فرضية أساسية مفادها : إن فكرة أرض الميعاد تعد من أهم المرتكزات الفكرية التي استند عليها الفكر الإسرئيلي المعاصر، و لذلك تسعى هذه الدراسة للإجابة عن جملة تساؤلات منبثقة من هذا الافتراض العلمي لعل اهمها ما يأتي:
ماالذي تعنيه فكرة أرض الميعاد ؟ وماهي حدود هذه الارض ؟ وما هي بواعث الاعقاد بهذه الفكرة في الديانات السماوية الثلاث (اليهودية ، المسيحية ، الاسلامية) ؟ وهل حصلت مراجعات عصرية فكرية او فقهية لهذه الفكرة ؟ وهل أثرت هذه الفكرة في إقامة الدولة الإسرائيلية وفي توسعها ؟ وما مدى تاثيرها على الحياة السياسية في إسرائيل ؟
منهجية الدراسة:
وللأجابة الموضوعية عن هذه التساؤلات ، فإنّ موضوع الدراسة تمت معالجته وفق اسلوب التكامل المنهجي الذي يسمح باستخدام اكثر من منهج للوصول الى الحقيقة التي نبحث عنها ، والتي تصبح اكثر صلاحية تبعا لطبيعة الموضوع موضوع الاستكشاف ، كالمنهج التاريخي ، والتحليلي ، والمقارن وغيرها ، وحيثما دعت الضرورة لاستخدام وسائل التحليل لهذا المنهج او ذاك ، باحتساب ان فكرة (أرض الميعاد) هي فكرة دينية ، واجتماعية ، وسياسية لاينبغي للباحث فيها الاقتصار على أداة تحليل واحدة دون الاخرى .
هيكلية الدراسة :
ولكي تكون الاجابة منظمة ، فقد تمت تجزئة هيكلية الدراسة الى اربعة فصول، فضلا عن المقدمة والخاتمة .
إذ خصص الفصل الاول لدراسة ماهية فكرة أرض الميعاد في المصادر القدسية اليهودية ، وذلك في مبحثين : تناول المبحث الاول منها : الوعد الإلهي في المصادر القدسية اليهودية وهي العهد القديم والتلمود ، ثم خصص المبحث الآخر لتناول موضوع (حدود أرض الميعاد) عبر المصادر القدسية اليهودية .
ولأغراض المقارنة تحدث الفصل الثاني عن (أرض الميعاد) في المسيحية ، والإسلام وذلك في مبحثين : تناول الاول / (أرض الميعاد) في الديانة المسيحية ، وناقش المبحث الثاني (أرض الميعاد) في الديانة الإسلامية .
اما الفصل الثالث/ فقد تناول اثر فكرة (أرض الميعاد) في نشوء (إسرائيل) وذلك عبر ثلاثة مباحث ، تناول الاول فكرة أرض الميعاد ومحاربة الاندماج ، إذ عدّ هذا الاندماج الخطر الداهم الذي يهدد الوجود اليهودي ، وناقش المبحث الثاني/ فكرة (أرض الميعاد) والتشجيع على الهجرة عبر ترويج فكرة ان( الشعب المختار) لابد ان يعود الى أرضه التي منحها الله له . اما المبحث الثالث/ فقد تناول فكرة (أرض الميعاد)، وتوفير الاقليم الذي تقام عليه الدولة اليهودية .
في حين تناول الفصل الرابع والاخير/ تطور فكرة (أرض الميعاد) في أعقاب نشوء (إسرائيل) عَِبَر ثلاثة مباحث ، تناول الاول/ تطور فكرة (أرض الميعاد) للمدة (1948-1967) ، وناقش الثاني/ تطور فكرة (أرض الميعاد) للمدة (1967-1979) ، اما المبحث الثالث/ فإنصرف الى دراسة تطور فكرة (أرض الميعاد) للمدة (1979-2009).