تنطلق هذه الدراسة من فرضية أساسية مفادها : إن فكرة أرض الميعاد تعد من أهم المرتكزات الفكرية التي استند عليها الفكر الإسرئيلي المعاصر، و لذلك تسعى هذه الدراسة للإجابة عن جملة تساؤلات منبثقة من هذا الافتراض العلمي لعل اهمها ما يأتي:
أنت هنا
قراءة كتاب أرض الميعاد في الفكر الإسرائيلي المعاصر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أرض الميعاد في الفكر الإسرائيلي المعاصر
المبحث الثاني :حدود أرض الميعاد في المصادر القدسية اليهوديةللحدود أهمية خاصة ومؤثرة بالنسبة لشكل الدول ،ووجودها ،وقوتها ، إذ بدونها لا يمكن الحديث عن وجود دولة كاملة السيادة، وواضحة المعالم فضلا عن ذلك تعدّ الحدود مسألة بالغة الأهمية بالنسبة للدول حديثة النشأة ، فالدول حديثة النشأة بحاجة ماسة الى معرفة حدود الرقعة الجغرافية التي تقوم عليها ،ومن ثم تحديد نطاق امتداد قوانينها ،وأنظمتها القانونية ،والسياسية ،والإدارية ، فسلطانها يقف عند حدودها ، ولا يتجاوزها أو يمتد الى ما ورائها ، وايضا يساعد تعيين الحدود على تجاوز أي مشكلات ونزاعات تنتج عن اﻹدعاءات المختلفة بين الدول المجاورة ، والتي قد تصل الى درجة الدخول في نزاعات وصراعات عسكرية ، كما حدث ومايزال يحدث في الكثير من مناطق العالم .
لذلك كله تحرص الدول جميعا على تحديد حدودها بدقة ووضوح مع الدول المجاورة لها عبر اتفاقيات ومعاهدات دولية ، تجنبا لأي نزاع أو اقتتال(67).
إنّ هذه القناعة بأهمية الحدود هي ذات بعد دولي ، إذ تشترك بها جميع دول العالم ، ولا يشذ عنها إلا الفكر (اﻹسرائيلي) الذي وقف بالضد من أي محاولة لتحديد حدود دائمة وثابتة للدولة اليهودية القائمة على اﻹرض الفلسطينية ، وهو في موقفه هذا يدّعي بأن إقامة دولة(إسرائيل) ما هو إلا إعادة بعث للشعب اليهودي في أرضه بعد مرور (2000) عام من التشتيت ، وان هذه العودة تستند في طياتها الى ادعاءات دينية مبنية على مجموعة من النصوص التوراتية والتلمودية التي تشير صراحة أو ضمنا الى الحدود الدينية الموعودة أو المعالم الاساسية فيها ، وايضا على أسس تاريخية مبينة على دراسة التاريخ اليهودي العام.
وعليه فأن معالجة هذا الموضوع إقتضت تقسيم هذا المبحث الى مطلبين اساسيين هما:
اولا : الحدود الدينية الموعودة .
ثانيا :الحدود الدينية – التاريخية .