أنت هنا

قراءة كتاب شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

هذا ما تسنى لي جمعه من أسماء وخِلال الصحابة الشهداء على ارض المملكة الأردنية الهاشمية، بحدودها المعروفة الآن، اقتصرت عليهم دون من دفن في فلسطين من الصحابة كعبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وذي الأصبع التميمي، وفيروز الديلمي، وواثله بن الاسقع الهوازني، ومسعود

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3

الشهيد فضله وانواعه

الشهيد صنف مبجل من أصناف أهل الجنة، المنعمين فيها والمكرمين بانعام الله سبحانه وتعالى عليهم واكرامه؛ قال الله تعالى: "ومن يطع الله والرسول فاؤلئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا"(11)، والشهداء مبشرون بحياة عند ربهم يرزقون؛ قال تعالى: "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون"(12). وقال سبحانه: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون"(13)؛ فالشهادة مرتبة عظيمة، وجائزة مبهجة، وتكرمة للشهيد ولسبعين من أهله؛ يشفع لهم عند الله، فيسعدون بقبول شفاعته ويفرحون؛ قال الله تعالى فيهم: "فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين"(14) وقال سبحانه: "والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقاً حسناً وإن الله لهو خير الرازقين ليدخلنهم مدخلاً يرضونه وإن الله لعليم حليم"(15).
ومن هنا نجد الشهيد تواقاً للعودة ليموت شهيداً مرة ثانية، في الوقت الذي لا يتمنى العودة الى الدنيا من وجد عند الله خيراً؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يموت له عند الله خير يسرّه أن يرجع الى الدنيا، وأن له الدنيا وما فيها الا الشهيد؛ لما يرى من فضل الشهادة، فإنه يسره أن يرجع الى الدنيا فيقتل مرة أخرى)(16)، وفي رواية اخرى: (فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة)(17).
الشهداء على ثلاثة اقسام:
الأول : شهيد الدنيا والآخرة؛ وهو الذي يقاتل الكفار فيقتل إبان القتال مقبلاً غير مدبر، لتبقى كلمة الله هي العليا، ولتكون كلمة الذين كفروا هي السفلى، ودون غرض من أغراض الدنيا؛ ففي الحديث الشريف الذي يرويه أبو موسى الاشعري رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مستفهماً: الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)(18)، وهؤلاء مكرمون عند الله سبحانه وتعالى، وموعودون بالأجر العظيم والفضل العميم، قال تعالى: "فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً‌"(19).
الثاني : شهيد الدنيا: وهو من قُتل في قتالٍ مع الكفار لغرض من أغراض الدنيا، أو قاتل رياءً، أو غلَّ من الغنيمة، وهؤلاء علمهم عند الله سبحانه وتعالى، لا ينتفعون بموتهم، ولا يسعدون في آخرتهم، والله أعلم بمصيرهم وعاقبتهم عنده، ولذلك تجري عليهم أحكام الشهيد في الدنيا فقط.
الثالث : شهيد الآخرة، وهو المقتول ظلماً من غير قتال، والميت بداء البطن، والميت في الغربة، وطالب العلم إذا مات في طلبه، والميت بداء الطاعون(20)، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشهداء خمسة؛ المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله)(21).
هذه أقسام الشهداء(22)، ومن القسمين الأول والثالث استشهد على ارض الأردن عدد من الصحابة الأجلاء، وأما القسم الثاني - شهيد الدنيا - فموكول الى الله تعالى لا يمكن تحديد من مات على هذه الصفة من الناس والله تعالى أعلم.

الصفحات