أنت هنا

قراءة كتاب شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

هذا ما تسنى لي جمعه من أسماء وخِلال الصحابة الشهداء على ارض المملكة الأردنية الهاشمية، بحدودها المعروفة الآن، اقتصرت عليهم دون من دفن في فلسطين من الصحابة كعبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وذي الأصبع التميمي، وفيروز الديلمي، وواثله بن الاسقع الهوازني، ومسعود

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 8

أول شهداء مؤتة

زيد بن حارثة رضي الله عنه (73)
أول شهداء مؤتة الأمير الشهيد النبويُّ(74)، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو حبه – وما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا طيباً – أبو اسامة، الكلبي، المسمى في سورة الاحزاب باسمه، ولم يُسم الله تعالى في كتابه صحابياً باسمه الا زيد بن حارثة، وما ذلك الا لحب الله تعالى له، وأما حُب رسول الله صلى الله عليه وسلم – فيشهد له ما ذكره ابن عمر رضي الله عنهما إذ قال : فرض عمر لاسامة بن زيد اكثر مما فرض لي، فكلمته في ذلك فقال: إنه كان أحب الى رسول الله منك، وإن اباه كان أحبّ الى رسول الله من أبيك(75).
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حمزة بن عبدالمطلب، وقدّمه في الامرة على ابن عمه جعفر ابن أبي طالب، وذلك في غزوة مؤتة، تلك الغزوة التي كانت سبب دخول زيد ارض الأردن، إذ عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد راية بيضاء، وقدّمه على الامراء، لينتقم للشهيد الأول الحارث بن عمير الأزدي، ورافقه الى ثنية الوداع على أبواب المدينة المنورة، ووصاه قائلاً له وللامراء معه: (أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيراً، اغزوا باسم الله فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام، وستجدون فيها رجالاً في الصوامع معتزلين، فلا تتعرضوا لهم، ولا تقتلوا امرأة ولا صغيراً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً)(76).
ولما التقى الجمعان. وكان الامراء الثلاثة زيد وجعفر ابن أبي طالب وعبدالله بن رواحة يقاتلون على ارجلهم، أخذ زيد اللواء فقاتل حتى شاط في رماح القوم، فقتل طعناً، وخرّ صريعاً، ويذكر أنه لما أخذ الراية جاء الشيطان فحبب اليه الحياة، وكرّه اليه الموت، وحبب اليه الدنيا، فقال: الآن استحكم الايمان في قلوب المؤمنين تحبب الي الدنيا؟!(77) فمضى قَرْماً(78).
لقد جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم يصف حال المجاهدين. فلما نعى صلى الله عليه وسلم زيداً– أي دعا له – وقال: (استغفروا لاخيكم قد دخل الجنة وهو يسعى)(79).
إنه ابن خمس وخمسين سنة، يهجم على الجنة راجلاً، رافضاً الدنيا وقد تشوّفت اليه، وتزينت لديه، صابراً محتسباً الى أن دخل الجنة ساعياً.
ويشتاق رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد، ولقيت الرسول صلى الله عليه وسلم ابنة زيد بعد مقتل ابيها، فأجهشت بالبكاء في وجهه فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى انتحب، فقيل: ما هذا يا رسول الله؟! قال: شوق الحبيب الى الحبيب!!!، وفي صحيح الامام البخاري(80) عن انس رضي الله عنه (ان النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم).
رضي الله عنك يا زيد بن حارثة، لقد أحبك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وبعدها، واختارك رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا اخترته، إذ ذهبت امك تزور أهلها، فأغارت عليهم خيل فأخذوك، فاشتراك حكيم بن حزام لعمته خديجة رضي الله عنها، فوهبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة، فوجدك أبوك فخيرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبيك فقلت: ما أنا بالذي أختار عليك أحداً فقال عليه السلام: اشهد أن زيداً ابني أرثه ويرثني، حتى جاء الاسلام فأبطل التبني، وبقيت الحبيب، فهنيئاً لك حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنيئاً لك الجنة.

الصفحات