أنت هنا

قراءة كتاب شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

شهداء الصحابة على أرض الأردن المستطابة

هذا ما تسنى لي جمعه من أسماء وخِلال الصحابة الشهداء على ارض المملكة الأردنية الهاشمية، بحدودها المعروفة الآن، اقتصرت عليهم دون من دفن في فلسطين من الصحابة كعبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وذي الأصبع التميمي، وفيروز الديلمي، وواثله بن الاسقع الهوازني، ومسعود

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 10

ثالث شهداء مؤتة

عبدالله بن رواحة (92)
ثالث شهداء مؤتة (الامير السعيد الشهيد أبو عمرو الانصار الخزرجي البدري النقيب الشاعر)(93) عبدالله بن رواحة رضي الله عنه، كان اذا لقي الرجل من أصحابه يقول: (تعال بنا نؤمن ساعة)، فقاله يوماً لرجل فغضب، فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله! الا ترى ابن رواحة يرغب عن ايمانك الى ايمان ساعة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله ابن رواحة، انه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة)(94) هذا قول رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فيه.
أما أبو الدرداء - رضي الله عنه – وهو أخو عبدالله بن رواحة لامه – فقال: (إنا كنا لنكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر في اليوم الحارّ ما في القوم أحد صائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحة)(95) لقد كان شهيدنا يحب الصيام اذا اشتد الحر، حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدته، ولا عجب، فانه يبتغي الرواء اذا اشتد الظمأ، ولعل مما زاد في خوفه من ربه ما ذكره خاله النعمان بن بشير رضي الله عنه إذ قال: أغمي على عبدالله بن رواحة، فجعلت أخته عمرة تبكي وتقول: واجبلاه، واظهراه، وكذا، تعدد عليه، فقال حين أفاق: ما قلت شيئاً الا قيل لي: أنت كذلك(96)؟، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه لما اغمي عليه فقال: (اللهم ان كان حضر أجله فيسّر عليه والا فاشفه، فوجد خفة فقال يا رسول الله أمي قالت: واجبلاه، واظهراه! وملك رفع مرزبة من حديد يقول: أنت كذا، فلو قلت: نعم لقمعني بها)(97)، ولهذا كثر بكاؤه، وان كان قد ذكر عن نفسه أنه كان يُبكيه شيء آخر،إذ ذهب الى بيته فبكى فجاءت امرأته فبكت لبكائه، فجاءت الخادمة فبكت، وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون فلما انقطعت عبرتهم قال: يا أهلاه ما الذي ابكاكم؟ قالوا: لا ندري، ولكن رأيناك بكيت فبكينا، قال إنه أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية(98) ينبئني فيها ربي تبارك وتعالى أني وارد النار، ولم ينبئني أني صادر عنها فذاك الذي أبكاني(99).
إنه الذي استثني من قول الله سبحانه وتعالى: "والشعراء يتبعهم الغاوون"(100) إذ لما نزلت قال سائلاً رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا منهم؟ فانزل(101)الله سبحانه وتعالى: "الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعدما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"(102).
وأما سبب دخوله الأردن فظاهر؛ اذ لما جهز النبي صلى الله عليه وسلم الجيش الى مؤتة وأمّر الامراء جعل عبدالله بن رواحة ثالثهم، ولما استشهد صاحباه كرهت نفسه الاقدام، فأرغمها قائلاً:
اقسمت يا نفس لتنزلنَّه فطالما قد كنت مُطمئنهْ
طائعةً أو لا لتُكرَهِنَّه مالي أراك تكرهين الجنَّه
فقاتل حتى قتل، رحمه الله تعالى كما رحم الشهداء الابرار.
رحمك الله يا أبا محمد، وأسكنك فسيح جناته، فانك القائل: يا قوم والله ان الذي تكرهون للذي جئتم تطلبون الشهادة، وما نقاتل العدو بعدد ولا عدة، وما نقاتلهم الا بهذا الدين الذي اكرمنا الله به، ومن أجل نصرة الدين قاتلت حتى استشهدت، روي أنه أتاه ابن عم له قبل مؤتة بعرق – العظم الذي عليه بعض اللحم – من لحم، فقال له: شد بهذا صلبك فقد لقيت ايامك هذه ما لقيت، فأخذه فانتهس – أخذ منه بفمه يسيراً – نهسة ثم سمع الحطمة في ناحية العسكر، فقال لنفسه وأنت في الدنيا؟! ثم القاه، واخذ سيفه وتقدم فقاتل حتى قتل(103).

الصفحات