إذا كان للتاريخ سلطان، فمن الطبيعي أن تكون له سلطة.
أنت هنا
قراءة كتاب سلطة التاريخ
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
الفصل الأول
وعيُ التاريخ : رواية "باب الشمس"
للروائي إلياس خوري
وعيُ التاريخ : رواية "باب الشمس"
للروائي إلياس خوري
تتوقف الدراسة عند رواية "باب الشمس" للروائي إلياس خوري، وهي من الروايات التي تُرجمت إلى الفرنسية والعبرية، وتمّ تحويلها إلى فيلم سينمائي. تركّز على البعد التاريخي وقدرة الكاتب على مزج هذا البعد بالجانب التخييليّ الفنيّ، ليصنع عملاً روائياً يحكي قصة النضال الفلسطينيّ ونكبة 1948، ويتخذ من "تعاقب حكايات الشخصيات" و"تعدّد حكاية الواقعة الواحدة" تقنيّةً فنيّة. كما تبرز الدراسة القيمة التاريخية والقيمة الفنيّة للحكايات، وبالتالي قدرة النصّ على جعل القارئ يعيش المأساة ويعاينها كما عاشتها الشخصيات وعاينتها، بعيداً عن الكلام عليها أو الحديث عنها من الخارج.
تتوقف الدراسة عند "مفهوم التاريخ" و"صناعة التاريخ" و"كتابة التاريخ" و"قراءة التاريخ" و"سلطة التاريخ" و"التاريخ بين الذكريات والذاكرة" من خلال قضية فلسطين. وتتوقف عند دور الوقائع في تشكيل صورة التاريخ في ذهن الشخصية، وتعرض ثلاث تجارب: عربية وصينية وإسرائيلية، وصورة التاريخ لديها وموقفها منه. وتتوقف عند الجانب النقدي في الرواية بوصفه أحد تجليّات الوعي التاريخي، وعند نقد اللحظة الراهنة ونقد الحكاية، وعند صورة الواقع القاتمة مقابل الصورة التي قدّمتها الحكاية. وأخيراً تتوقف عند رؤية الأمل في بناء عالم جديد في الوطن المحتل رغم فضاءات الموت التي تجلّل الرواية.
تثور في فضاء الدراسة تساؤلات نستحضرها أمام الآثار الإبداعية المترجمة إلى لغات أخرى كهذه الرواية المترجمة إلى العبرية، ومدى ملاءمتها لأن تكون وسيلة من وسائل العبور الثقافي وتعريف الآخر بقضايا الأمة، وعند دورها في الحوار والإقناع وفي التواصل بين الحضارات، مما يلقي بالمسؤولية على الجهات التي تتولى اختيار النصوص وترجمتها.
اعتمدت الدراسة على حوار النص من الداخل، وعلى مصادر تاريخية وقفت عند علم التاريخ، وعلى دراسات ومقالات وقفت عند الرواية من جوانب مختلفة، أهمها دراسة أحمد الجوّة(1) القيّمة التي أشارت إلى البعد النقدي إشارة سريعة، فجاءت هذه الدراسة لتتوقف طويلاً عنده بوصفه شكلاً من أشكال الوعي بالتاريخ، وبوصفه إشارة على وعي ما كان متعيّناً إدراكه في اللحظة التاريخية التي حدثت فيها الأحداث، حتى عند الشخصيات الشعبية التي لم تكن تتمتع بقسط وافر من المعرفة.