أنت هنا

قراءة كتاب القانون ابن الحياة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القانون ابن الحياة

القانون ابن الحياة

كتاب " القانون ابن الحياة " ، تأليف د.عبد الجبار الجبوري ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
الصفحة رقم: 3

الباب الأول

التـشـريـع

قال الله تعالى:"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً"

المائدة: 48

الفصل الأول :التشريع والعرب

المبحث الأول :الوطن العربي

إن أصل الوطن العربي يقوم على استراتيجية متكاملة من حيث التكوين البشري القائم على وحدة الشعب العربي الواحد في أصله ولغته ووطنه وعاداته وتقاليده العربية الواحدة ودينه وحضارته وتراثه ومصيره الواحد وآماله وآلامه وأحلامه وأهدافه ومنطلقاته الواحدة.

وقد أثرت الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقانونية في أصل تكوينه وبنائه وذلك بسبب الوحدة الجغرافية المتكاملة للوطن العربي التي جعلته يقع تحت تأثيرات تلك الظروف بحيث جعلته ملزماً بالخضوع لعوامل التطور العالمي والإقليمي فكرياً وثقافياً وتشريعياً. والشعب العربي تأريخياً لم يفقد الانتماء إلى قوميته العربية، والولاء لأمته العربية بحيث لم ينس (حتمية) التنظيم السياسي الموحد الذي يضع العرب في مكانهم المنشود من جهة، كما لم ينس الشعب العربي التنظيم القانوني الموحد الذي يؤدي إلى توحيد القوانين والتشريع لتحقيق العدالة والمساواة والحق والضمان الاجتماعي والاستقرار والسلام.

ولا شك في أن أهمية الوطن العربي تاريخياً واقتصادياً وتشريعياً وجغرافياً أدت إلى لفت أنظار العالم الاستعماري حتى تعرض لفتوحات وحملات وغزوات عسكرية استعمارية قديمة وشرسة.

وقد أدت هذه الغزوات إلى حالة من الفوضى والاضطراب السياسي الذي جعل الوطن العربي يعيش حالة من التخلف والاستغلال والاغتصاب وتفكك القوانين والتشريع وتنوعهما، حيث حاولت الدول الغازية أن تصدر تشريعات تهدف إلى خدمة مصالحها وسيطرتها وذلك من خلال تحكمها في القضاء والتشريع باعتبارهما من أهم وسائل الاستقرار والسيطرة على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتقنين القوانين الخاصة وتشكيل محاكم ذات كيان أجنبي على غرار محاكمها وإعطائها اختصاصات مهمة(15).

إن الوطن العربي يختلف عن المجتمعات الأخرى في العالم الثالث لماضيه السياسي والحضاري الذي أثرت فيه مجموعة من العوامل التاريخية والدينية والتراثية والثقافية والتشريعية التي لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال. فإرادة الصمود والتماسك لمواجهة المحن والغزوات، والتطلع إلى تبديل وتغيير الواقع الذي يتعرض له الوطن العربي ليتمكن من المشاركة في بناء التشريع العربي الموحد، إلا أن السيطرة الأجنبية تستنزف عناصر القوة والاتحاد في الأمة ثم تحاول عزلها عن عوامل التطور الثقافي والتشريعي والتفاعل الحضاري. لذلك شهدت الأمة العربية أدواراً مختلفة من الكفاح والنضال التربوي والفكري والتشريعي حتى أدت إلى قيام عدة ثورات في مختلف أقطار الوطن العربي بسبب فرض تقنيات وتشريعات مختلفة هنا وقوانين أخرى هناك حسب مصالح الاستعمار ونفوذه(16).

الصفحات