أنت هنا

قراءة كتاب البناء الاجتماعي للمهدية في السودان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البناء الاجتماعي للمهدية في السودان

البناء الاجتماعي للمهدية في السودان

كتاب " البناء الإجتماعي للمهدية في السودان " ، تأليف د. هدى مكاوي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2007 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 2

وقد تناولت أحد تلك الطرق الصوفية وهي المهدية في السودان , أو مجتمع الأنصار كما يحب اتباع تلك الطريقة أن يطلقوا هذا الاسم على أنفسهم ولعل ذلك مرجعه رفضهم اعتبار أنفسهم طريقة صوفية , وهو ما سنحاول الكشف عنه من خلال دراسة البناء الاجتماعي للمهدية في السودان , والدور الذي يؤديه أفراد المجتمع الأنصاري في كافة الأنساق الاجتماعية , النسق السياسي , النسق الديني , النسق القرابي , النسق التربوي , النسق الاقتصادي , التغير الاجتماعي .

ويمثل جماعة الأنصار في السودان ثاني كتلة سياسية ودينية بعد الطريقة الميرغنية بوجه عام , فقد أدى الإمام " محمد أحمد عبد الله المهدي " دوراً هاماً في تاريخ السودان , استطاع من خلاله أن يغير معالم الخريطة العرقية بالسودان , وأن ينشئ الدولة المهدية (1881 - 1898م ) لما تمتع به من شخصية كاريزمية فاستطاع أن يجمع تحت لوائه غالبية القبائل من مختلف الأجناس والأعراق في السودان , كما كان للمجتمع الأنصاري تأثير كبير في تشكيل نظام الحكم في السودان بوجه عام بالرغم من سقوط المهدية فالإمام "عبد الرحمن المهدي " الذي جمع صفوف الأنصار بعد سقوط الدولة كان مرشحاً ليكون ملكاً على السودان باعتباره أهم وأغنى رجل في السودان في ذلك الوقت , فضلاً عن أن الأنصار منتشرون في كافة الأقاليم السودانية وجميعهم يدينون بالولاء لأئمتهم بدءاً من الإمام المؤسس وانتهاءًا بالإمام الحالي الصادق المهدي , والذي كان يلقب في فترة حكم عمر البشير الأولى بصاحب العهد تمهيداً لحصوله على لقب الإمام حين تستقر الأوضاع السياسية في السودان , وهي الفترة التي سافر فيها الصادق المهدي وعدد من أنصاره للقاهرة بعد أن أطلقوا على أنفسهم جماعة " تهتدون " أي يهديهم الله إلى طريق يؤمن لهم العودة للسودان لإسقاط حكومة عمر البشير .

ويحظى المجتمع الأنصاري بالسودان بمستويات تعليمية متباينة أطباء ومحامين ومهندسين إلا أنه يتضمن العدد الأكبر من الأميين بين صفوفه وهم يتركزون في غرب السودان , كما يضم المجتمع الأنصاري فئات عمرية مختلفة فهي تضم عائلات أنصارية بأكملها الجد - الأب - الأبناء - الأحفاد كأسر ممتدة .

وقد ركزت الدراسة الحقلية على المجتمع الأنصاري في مدينة أم درمان لعدة أسباب أهمها :

أنها المدينة التي أنشأها مؤسس الطريقة المهدية وخليفته من خلال بناء الدولة المهدية والتي اختيرت لتكون عاصمة للدولة ومركزاً لنظام الحكم , حيث تحوي تنظيمات المهدية وجيش الإمام وبها طبعت منشورات المهدية والتي تعد بمثابة قوانين ينفذها المجتمع الأنصاري ويسير على نهجها , وإلا تعرض العضو المخطئ لعمليات الضبط الاجتماعي , كما يعقد الإمام مؤسس المهدية مجالسه ويخطب في الأنصار بمدينة أم درمان , فضلاً عن احتوائها على عدد من المحاكم القضائية التي كان يفصل فيها القضاة قياساً على أوامر واجتهادات الإمام المهدي والتي وردت في منشورات المهدية والموجودة في دار الوثائق بالسودان تحت عنوان إنذارات وأحكام, كما يوجد بالمدينة ضريح الإمام مؤسس الطريقة في أم درمان , الأمر الذي يوضح مدى قوة تأثير الإمام المؤسس سواء في حياته أم بعد مماته , مما يتيح الفرصة للباحثة التعرف على البناء الاجتماعي للمهدية , كما يوجد بالمدينة مسجد الخليفة وهو أكبر مسجد أنصاري بالسودان أيضاً , كما تشتمل مدينة أم درمان على عناصر شتى من القبائل التي دخلت في المهدية والتي لازالت تعيش بالمدينة , مما يتيح للباحثة التعرف على التغيرات التي طرأت على كافة الأنساق الاجتماعية للمجتمع الأنصاري .

الصفحات