أنت هنا

قراءة كتاب البناء الاجتماعي للمهدية في السودان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البناء الاجتماعي للمهدية في السودان

البناء الاجتماعي للمهدية في السودان

كتاب " البناء الإجتماعي للمهدية في السودان " ، تأليف د. هدى مكاوي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2007 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 7

6 - الولاية وخاتم الأولياء :

الولى هو الصديق والنصير ضد العدو ، وذكر المتصوفة أن هناك فارقاً بين الولى والنبى خاصة فى نزول الوحى على الأنبياء ، والولى عند المتصـوفة يلهم ولا ينزل عليه ملك قط ، أما النبى فلابد له من الوحى ونزول الملك به ، وقد إعتبر ابن تيميه أن هذا خطأ وشطط من المتصوفة (45) .

فالولاية تعنى أن يتولى الله الواصل إلى حضرة قدسية بكثير مما يتول به النبى من حفظ وتوفيق وتمكين فقد فضل المتصوفة الولاية على النبوة ، فالولى يتفق مع النبى فى أمور منها العلم من غير طريق العلم الكسبى - الفعل بمجرد الهمهمة - بينما يختلف عنه فى المخاطبة الإلهية والمعارج ، وبالتالى فالولى والنبى يتفقان فى الأصول أى المقام إلا أن النبى يعرج بالنور الأصلى ، أما الولى فيعرج بما يقبض من ذلك النور " (46) .

والأولياء لهم 4 مقامات : أولاً : مقام خلافة النبوة للعلماء ، والثانى : مقام خلافة الرسالة للأبدال ، الثالث : مقام خلافة أولى العزم للأوتاد ، والرابع : مقام خلافة الاصطفاء للأقطاب .

ويقصد بالأبدال ما جاء فى حديث لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه ، قال : أن فيهم - يعنى أهل الشام الأبدال الأربعين رجلاً كلما مات بدل الله تعالى مكانه رجلاً - أما الغوث فهو الذى يرفع إليه أهل الأرض حوائجهم التى يطلبون فيها كشف الضر عنهم ، والأوتاد : يعنى بها أن الله يثبت بهم الإيمان والدين فى قلوب من يهديهم الله بهم " (47) . وأخيراً خاتم الأولياء ، ويعنى بها رياسة خاتم الأولياء وقد عنى بها كل من محى الدين بن عربى ، الشيخ أحمد التيجانى ، الإمام المهدى مؤسس الطريقة المهدية التى نحن بصدد دراستها ، وقد ذكر الإمام المهدى أنه خاتم الأولياء وأنه ولى أمر هذه الأمة من الأنصار والمهاجرين " (48) .

7 - الإمامـة :

الإمام : هي مصطلح مشتق من أمَّ وهو الهادي والمرشد إلي الطريق الواضح الصحيح ، وإمام الصلاة من يقتدي به في الصلاة ، كما يراد به من يلي أمر المسلمين ، وهو مصطلح مرادف للخليفة ، وقد سميت إمامة الصلاة بالإمامة الصغري ، وسميت الإمامة للخلافة بالإمامة الكبري ، وهي قيادة الأمة في شئونها الدينية والأخروية(49) .

ويختلف مفهوم الإمامة من مذهب إلي آخر ، ففي المذهب الشيعي يري الشيعة أن الإمام هو شخص معصوم ملهم يملك الظاهر والباطن ، وبيده الأسرار وتتم ولايته بتدبير المشيئة الإلهية بإختيار العباد وهو من نسل معين بنص من الإمام السابق وله المرجعية الكاملة في أمور الدنيا والآخرة (50) . وقد ذكر أحمد أمين(51) في كتابه ضحي الإسلام عن الأئمة عند الشيعة : " والأئمة هم أركان الأرض أن تميد بأهله والملائكة تدخل بيوت الأئمة .. وتأتيهم بالأخبار وهم - أي الأئمة - معصومون من الذنوب صـغيرها وكبيرها ، فلا يقع منهم ذنب أصـلاً ولا عمداً ولا نسياناً أو سهواً ولا غير ذلك .

أما الإمامة عند أهل السنة فقد أخذوا نظام الخلافة فى صورته التى استنت فى عهد الخلفاء الراشدين ، ويأتى باختيار الناس وبيعتهم ، وهو المقدم أميراً للمؤمنين دون أن يحمل أسراراً خاصة أو عصمة ، أى أن الخلافة عن السنة نابعة من الأمة التى يجب عليها اختيار أصلح الناس لقيادتها (52) .

وأخيراً .. الإمامة عند المتصوفة فقد تبنى المتصوفة الخلافة الكبرى أو الخلافة المحمدية ، وهى الوراثة الكاملة للنبى ، ولا تكون إلا لشخص يظهر مرة واحدة فى دورة كونية على رأس دولة الأولياء وفق المشيئة الإلهية بغير انتساب ، إلا النسب الروحى وهو يتلقى الأمور ويوازى ما يفعل الرسول ويتطابق معه (53) .

الصفحات