أنت هنا

قراءة كتاب البناء الاجتماعي للمهدية في السودان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البناء الاجتماعي للمهدية في السودان

البناء الاجتماعي للمهدية في السودان

كتاب " البناء الإجتماعي للمهدية في السودان " ، تأليف د. هدى مكاوي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2007 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 4

ب - المفهــوم :

لا يوجد تعريف محدد شامل لمفهوم التصوف (13) ، ولا يمكننا فصل المفهوم عن أصل التسمية (14) ، فالأمران متداخلان ، إذ يقول البعض أن كلمة صوفى أطلقت لأول مرة فى التاريخ الإسلامى فى النصف الأول من القرن الثانى للهجرة فى عهد على أبى هاشم الزاهد البغدادى ، وعلى الكمانى جابر ابن حيان الكوفى(15)، وأنه قبل هذا التاريخ كانت تطلق صيغة زاهد لمن أطلق عليهم فيما بعد بالصوفيين، وقد تغيرت الكلمة عندما أصبح الزهد وعدم التعلق بالدنيا هو سلوك عام عند الصحابة والتابعين ثم مال بعض هؤلاء إلى الدنيا فى زمن الفتوحات الإسلامية ومن هنا ميز الزهاد أنفسهم عن هؤلاء الدنيويين ، فأطلقوا على أنفسهم الصوفيون ، وبالتالى أصبحت التسمية منذ ذلك التاريخ تتبلور فى منهج خاص يطمح إليه الصوفى إلى الظفر بلقب ولى .

أما الشيخ عبد القادر الجيلانى فيربط بين الصوفية بحال النفس وتزكيتها ويميز بين الصوفى والمتصوف بقوله : " صوفى مأخوذ من المصافاه يعنى عبدًا صافاه الحق عز وجل .. ولهذا قيل الصوفى من كان صافياً من آفات النفس خالياً من مذموماتها ، سالكاً بحميد مذاهبه ، ملازماً للحقائق غير ساكن بقلبه إلى أحد من الخلائق " .

المتصوف الشارع فى طريق الوصل ، والصوفى من قطع الطريق ووصل إلى من إليه القطع والوصل .. المتصوف متحمل ، والصوفى محمول .. حمل المتصوف كل ثقيل وخفيف فحمل حتى ذابت نفسه , وزال هواه وتلاشت إرادته فصار صافياً فسمى صوفياً (16) .

وفى الرسالة القشيرية ورد " أن علامة الصوفى الصادق أن يفتــقر بعد الغنى ، ويذل بعد العز ويخفى بعد الشهرة ، وعلامة الصوفى الكاذب أن يستغنى بعد الفقر ويعز بعد الذل ويشتهر بعد الخفاء " (17) .

وهناك تعريف ابن خلدون (18) للتصوف ، الذى جعل كثير من المؤلفين يأخذون موقفاً سلبياً من التصوف لاعتزال المتصوفة الحياة .. لما فشا الإقبال على الدنيا وجنح الناس إلى متاع هذه الحياة ، ودبت الحاجة إلى وجود الفرق الإسلامية وادعى أصحاب كل فرقة أنهم على حق وأن فيهم العباد والزهاد " (19) .

2 - العهـد : « البيـعة » :

هى عقد إلزامى يربط بين الشيخ والمريد فى الطرق الصوفية ، ويلزم المتعاقدين بكل ما فى بنود العهد (20) وهو التـزام بالقرابة الشعائرية (21) .

والعهد فى الطرق الصوفية ماخوذ عن الإلتزام الذى قطعه المسلمون على أنفسهم بمناصرة النبى (صلى الله عليه وسلم) وحمايته والإقتفاء بأثره " أن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ، يد الله فوق أيديهم " (22) .

والعهد والبيعة من المريد للشيخ معناها : الأخذ والمصافحة ومبايعة لرسول الله ، وأن كل بيعة حصلت بعد بيعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) هى تجديد لبيعته .. ولا يجوز للمريد نقض البيعة لأنها عقد إلزامى يلزم المتعاقدين بكل ما فى بنود البيعة إقتداء بقول الله : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يـد الله فوق أيديهم ، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً (23) .

وفى البيعة ينبغى على الشيخ أن يأمر المريد بالتطهر من الحدث والخبث ليتهيــأ لقبول ما يلقيه عليه ويتوجه إلى الله ويسأله القبــول ويتوسل إليه بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لأنه الواسطة بينه وبين خلقه (24) .

الصفحات