إنَّ من الطبيعي أن تكون لغة الشعر الجديد لغة جديدة.
أنت هنا
قراءة كتاب تحولات الشعرية العربية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
ومما يندرج أيضاً تحت هذا الباب فصل كلام عن كلام سابق لوجود سؤال مقدر غير مُتجلٍّ في سطح الخطاب، والذي يدعو إلى تقدير هذا السؤال هو بناء الخطاب على شكل زوج مكون من سؤال نقدر جواباً ظاهراً، يمثل الجرجاني لذلك بالقول الآتي:
زعم العواذل أنني في غمرةٍ صدقوا، ولكن غمرتي لا تنجلي(19 )
ويعلق عليه قائلاً: « لما حكي عن العواذل أنهم قالوا (هو في غمرة) وكان ذلك مما يحرك السامع لأن يسأل فيقول: ( فما قولك في ذلك، وما جوابك عنه؟) أخرج الكلام مخرج إذا كان ذلك قد قيل له وصار كأن قال: (أقول صدقوا إنما كما قالوا، ولكن لا مطمع لهم في فلاحي) ولو قال: (زعم العواذل أنني في غمرة وصدقوا) لكان يكون لم يضع في نفسه أنه مسؤول ، وأن كلامه كلام مجيب »(20).
وهذه الوسيلة من الكلام هي وسيلة قوية من حيث الربط دون وجود رابط شكلي.
من وجهة نظر السكاكي:
لقد سار السكاكي في طريق غير التي سلكها الجرجاني، وذلك بانطلاقه في أول ما عبر به عن الفصل والوصل بالعبارة الآتية: « مركوز في ذهنك، لا تعبد لرده مقالاً، ولا لارتكاب جحده مجالاً أن ليس بمتلع بين مقومي جملتين اتحاد بحكم التآخي وارتباط لأحدهما بالآخر مستحكم الأواخي ولا أن يباين أحدهما الآخر مباينة الأجانب لانقطاع الوشائج بينهما من كل جانب، ولا أن يكون بين بين لآصرة رحم ها هنالك فيتوسط حالهما بين الأولى والثانية لذلك »( 21).
فالأولى: هي كمال الاتصال، والثانية: كمال الانقطاع، والثالثة: بين بين ، ثم يورد السكاكي أن مدار الفصل والوصل كمظهر خطابي لا يلم به إلا إذا أتقن المستعمل أصولاً ثلاثة يعتمدها العطف في باب البلاغة وهي:
1. الموضع الصالح للعطف.
2. فائدة العطف.
3. وجه كون العطف مقبولاً لا مردوداً.
* في الأول يقتضي من المستعمل أن يعرف موضع العطف ويميز بين نوعين من الإعراب الذي يتبع فيه الثاني الأول والذي لا يتبع فيه الثاني الأول، والأول يكون على عدة مواضع هي:
1. البدل.