إنَّ من الطبيعي أن تكون لغة الشعر الجديد لغة جديدة.
أنت هنا
قراءة كتاب تحولات الشعرية العربية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
أما داعي الفصل للوجوب فيمثل له السكاكي بقوله تعالى:(وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة 14- 15) حيث لم يعطف (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)، وبيان ذلك إنه « لو عطف لكان المعطوف عليه إمّا جملة (قَالُوا) وإمّا جملة (إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) ولكن لو عطف على (إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) لشاركه في حكمه وهو كونه من قولهم وليس هو بمراد ولو عطف على (قالوا) لشاركه في اختصاصه بالظرف المقدم وهو (إِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ..) وليس هو بمراد، فإنّ استهزاء الله بهم وهو أن خذلهم فخلاهم وما سولت لهم أنفسهم مستدرجاً إياهم من حيث لا يشعرون متصل في شأنهم لا ينقطع بكل حال خلوا إلى شياطينهم أم لم يخلوا إليهم »(28).
ثانياً: « أن يكون الكلام السابق بفحواه كالمورد للسؤال فتنزل ذلك منزلة الواقع ويطلب هذا الثاني وقوعه جواباً له فيقطع من الكلام السابق لذلك وتنزيل السؤال بالفحوى منزلة الواقع لا يصار إليه إلا لجهات لطيفة »(29) هي:-
1. تنبيه السامع على موقعه.
2. لإغنائه أن يسأل.
3. لئلا يسمع من شيء.
4. لئلا ينقطع كلامك بكلامه.
5. للقصد إلى تكثير المعنى بتقليل اللفظ وهو تقدير السؤال وترك العاطف (30).
ولا نعطي مثلاً لها لأننا فصلنا ذلك في شرح الجرجاني وهو لا يختلف كثيراً عن تفصيل السكاكي.
وأما الحالة التي تقتضي الإبدال بسبب « أن يكون الكلام السابق غير واف بتمام المراد »(31)، فقوله تعالى: (بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ * قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) (المؤمنون81 -82) إذ يفترض أن المتلقي لا يعرف ما قاله الأولون وإن كان سياق الآيات منبئاً عما قالوا، ومن ثم فدرءاً للتأويل واحتمال التعدد، نهج الخطاب نهج تحديد ما قالوا لإتمام معنى المقول السابق غير المذكور.