كتاب " النزيف الريفي والإحتقان الحضري " ، تأليف صالح خليل الصقور ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب النزيف الريفي والإحتقان الحضري
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

النزيف الريفي والإحتقان الحضري
الهجرة الخارجية أو الدولية (External migration ) :
وهي الحركة أو الحركات التي يقوم بها الأفراد أو الجماعات أو الشعوب.. الخ من دولة إلى دولة أخرى قاطعين بذلك حدودا سياسية تعرف على أنها هجرة دولية، وبالتالي فإن المسافة التي يقطعها المهاجر ليست بالضرورة المعيار الأوحد لتميز هذا النوع من الهجرة عن الهجرة الداخلية، بمعنى آخر فإن المهاجر الذي يقطن بالقرب من حدود دولة أخرى ويقطع مسافة قصيرة جدا ما بين مكان سكناه والمكان الذي ينوي الاستقرار به في دولة الاستقبال يعد مهاجرا هجرة دولية بالرغم من إن المسافة التي قد يقطعها أثناء انتقاله بين الدولتين قد تقل عن المسافة التي يقطعها المهاجر هجرة داخلية ما بين قريتين أو ما بين قرية ومدينة داخل القطر الواحد.
الهجرة الداخلية (Internal migration )
تم تعريف الهجرة الداخلية في موضع سابق من هذا الجزء على أنها كل حركة انتقال من منطقة إلى منطقة أخرى داخل نفس القطر بهدف الاستقرار في المنطقة الجديدة شريطة إن تصاحب عملية الانتقال التي يقوم بها الأفراد يوميا ما بين مناطق سكناهم ومناطق عملهم، خصوصاً وأن المسافة اليومية التي يقطعها بعض الأفراد من أجل العمل أو التنزه أو العلاج أو الزيارة قد تتجاوز المسافة التي يقطعها حتى المهاجر هجرة خارجية فالفرنسيون على سبيلا المثال يقطعون حوالي المائة كيلو متر ما بين أماكن سكناهم في الضواحي ومراكز عملهم في العاصمة باريس، وهو الأمر الذي يعزز من أهمية الاتفاق مع التعريف العراقي السابق للهجرة على اعتبار إن السجل المدني الذي تمت الإشارة له غالبا ما يكون على مستوى النواحي والاقضية والالوية والمحافظات.
إلا أن ما يلاحظ على هذا التعريف هو قصر الهجرة الداخلية على الهجرة من الريف إلى المدن وبالتالي فإنه لم يشير صراحة إلى الهجرة البدوية ـ البدوية أو الريفية ـ الريفية داخل الناحية أو القضاء الواحد. كما أنه جاء مقتضبا وغير قادر على إيجاد أجوبة للكثير من الأسئلة التي قد تثار حوله فهو لم يشير إلى الهدف أو الأهداف من عملية الانتقال، بمعنى ما
الذي قد يستجد على الفرد أو الأفراد الذين ينتقلون من المنطقة البدوية (س) إلى المنطقة البدوية (ص) ما دامت المنطقة (س) لا تختلف في ظروفها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية عن المنطقة (ص) بكلمات أخرى، فإن عملية الانتقال من منطقة إلى أخرى يجب إن تحركها اعتبارات اجتماعية واقتصادية ونفسانية، تماما كما هي الهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية خصوصا وأن البعض قد وصفها (أي الهجرة) على أنها ليست مسيرة عمياء نحو الحتف وإنما هي على الأغلب قرارا رشيدا بل وضروريا جدا على المدى البعيد، ماذا وإلا فإن الحركات البدوية ـ البدوية والريفية ـ الريفية تبقى ضربا من التخبط والحركة غير العقلانية.