أنت هنا

قراءة كتاب النزيف الريفي والإحتقان الحضري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
النزيف الريفي والإحتقان الحضري

النزيف الريفي والإحتقان الحضري

كتاب " النزيف الريفي والإحتقان الحضري " ، تأليف صالح خليل الصقور ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9

3. الدوافع الطوعية (الهجرة الاختيارية)

في حالات كثيرة فإن الأفراد والجماعات غالبا ما يقررون ترك مناطقهم الأصلية تركا طوعيا بهدف الاستقرار في مناطق أخرى لأسباب قد لا تعود مباشرة إلى عدم قدرة مناطقهم على توفير أساسيات الحياة لهم ولكن لان طموحاتهم ومدى تطلعاتهم ابعد بكثير من مسافة وإمكانيات مناطقهم بعبارات أخرى فانهم يسعون من وراء هجرتهم هذه إلى تحقيق مكاسب جوهرية تتعلق بالمكانة وهو الأمر الذي غالبا ما يتم تحقيقه من خلال شكلين من أشكال الحراك هما:

أ . الحراك العلمي ( Intergenerations Education Mobility )

نتيجة لعدم رضا نسبة لا يستهان بها من الآباء عن مستواهم العلمي حيث غالبا ما تسود الأمية بين صفوفهم، فإنهم لا يمانعون من التضحية باستقرارهم وأمنهم فيبدأو في هجر مناطق سكناهم إلى مناطق أخرى تتوفر فيها المدارس والمعاهد والجامعات من أجل إلحاق أبنائهم بها وبالتالي ضمان مستقبل مريح لهم بمعنى آخر فإن الأباء الأميون لا يريدون لأبنائهم إن يصبحوا أميون مثلهم. فكاني بهم والحالة كهذه يريدون إن يروا رغباتهم وأحلامهم الشبابية التي لم يستطيعوا تحقيقها في السابق قد أصبحت واقعا معاشا في أبنائهم، فالأب الذي كان يتمنى أن يكون طبيبا، إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية قد وقفت في طريق تحقيقه لأمنيته لا يستطيع أن يخفي سعادته، وهو يرى فلذة كبده عضوا في نقابة الأطباء، لا بل فإنه يعتبر نفسه شريكا له في مثل هذا النجاح.

ب .الحراك المهني الصاعد (Intergenerations occupation Mobility )

غالبا ما ينتاب الكثيرين من الريفيين الشعور بالحسرة والندم على سنوات عمرهم التي افنوها في أعمال ومهن يعتقدون هم بأنها أصبحت غير ذات جدوى أو لم تعد تواكب التطور والتقدم اللذان حصلا في الحياة مثل الرعي والصيد … الخ وبالتالي فانهم خرجوا ويخرجون عليها من خلال أمرين هما:

1. الانتقال من مناطقهم إلى مناطق أخرى بهدف تغير نمط حياتهم بما فيها طبيعة الأعمال والمهن التي يمتهنونها وذلك من خلال العمل في الوظائف العامة أو قطاع الإنشاءات أو القوات المسلحة … الخ في مناطق الاستقبال.

2. اتجاه البعض منهم إلى مساعدة أبنائهم على إن لا ينخرطوا في نفس الأعمال والمهن التي يقومون فيها ، بمعنى آخر فإن عامل الزراعة أو الراعي أو الصياد … الخ لا يريد لأبنائه إن يمتهنوا نفس المهنة التي يؤديها وبالنظر إلى إن أحداث نقلة في نوعية المهن ليس بالأمر السهل وبالذات داخل مناطقهم الأصل فإن المطلوب منهم إن يرحلوا مع أبنائهم إلى المناطق التي قد يتمكن فيها أبنائهم من الالتحاق بكليات الطب أو المحاماة أو الهندسة أو الصيدلة… الخ أو على الأقل إن يرسلوا بأبنائهم إلى مثل هذه المناطق أولا ثم ما يلبثوا أن يلحقوا بهم فيما بعد. هذا وتشير دراسات الحراك الاجتماعي بشكل عام والمهني بشكل خاص إلى أن شكل الحراك المهني سواء أكان بين الأجيال أو داخل الحيل الواحد" يسيران معا في خطوط موازية لأشكال الحراك الاجتماعي وأن اختلفت في بعض التفاصيل التي تنجم عن طبيعة المهن ذاتها.. فكلما زاد التباين بين مهن الأبناء والآباء والأجداد، كلما أشار ذلك إلى حدوث قدر ملحوظ من الحراك المهني، فإذا حقق الجيل اللاحق مستوى مهني أعلى من الجيل السابق، فان ذلك يشير إلى حدوث حراك مهني صاعد بين الأجيال، أما إذا كان الحراك المهني للجيل السابق أعلى من المستوى المهني للجيل اللاحق فان هذا يعني حدوث حراكا مهنيا هابطا بين الأجيال"

الصفحات