أنت هنا

قراءة كتاب فازع شهيد الإصلاح في الخليج

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فازع شهيد الإصلاح في الخليج

فازع شهيد الإصلاح في الخليج

رواية "فازع شهيد الإصلاح في الخليج"، أحداث هذه الرواية تقع في زمن افتراضي.. لربما ما بعد عام 2050. وفي مكان افتراضي في منطقة الخليج العربي. إن تشابهت شخصيات الرواية مع شخصيات في المنطقة حالياً فهذا ليس من عيوب الرواية. نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

ردّت الأخت بحدة تجاوزت فيها حدود مخاطبة زوجة الملك:
- خير.. وأنتي شدخلك في الموضوع؟ تذكرين كلام أبوي لك يرحمه!
التفت إليها باسمة وهي تهز رأسها بسخرية:
- القصة عودة يا (هند).. والملك الله يطول في عمره ما يرضى حد ينظلم في البلد!
زادت حدة الأخت:
- وانتي أيش يدخلك في مواضيع مثل ذي؟ خلي شغل الحكومة للحكومة.
أحسّت (شاهة) بأن الفرصة قد حانت كي تفجّر ما بداخلها:
- إشلون شيدخلني. هاذي إنسان مواطن مخلص. له حقوق. مهب عدالة يسجنونه بلا محاكمة!
- وأنتي بتصيرين القاضي العادل في العالم؟
ارتفع صوتها أكثر وبدأت تلوح بيدها في وجه (هند):
- شفتي الضغط إشلون تفجّر في صورة الإرهاب في المنطقة! شفتي صور 11 سبتمبر؟ شفتي إحتلال العراق؟ شفتي تجزئة المنطقة؟ ليش صارت كل تلك الحوادث؟
حاولت (هند) تهدئتها:
- ياأختي ذكري الله.. الإرهاب اللي صار ماله دخل في الموضوع اللي إحنه فيه!
- بالعكس له دخل! كل حُكم يرضى بالظلم ينقلب الظلم عليه. الإرهابيين اللي فجّروا الناس الآمنين في نيويورك كانوا يبون أحد يسمعهم. يئسوا من الواقع ومن الحياة المزيفة. والجماعة أغروهم بالشهادة وحور العين، هاذي بالضبط اللي صار. تفجيرات القاهرة وطهران ولبنان، كلها ردود أفعال.
- وانتي شعليك من الناس.. مافي بلد ما فيها ظالمين ومظلومين. خلّك معا زوجك وتركي هالأفكار عنك.
- يا (هند) أنه صحيح زوجة ملك، لكني إنسانه بعد! ولين طاح الفاس في الرأس بيعاتبني (بوطلال) ليش ما نصحته، أو على الأقل ليش ما قلت له رأيي.
ردّت عليها بحزم:
- (شاهة) آنه أعرفك زين، إنتي جبانه وماتقدرين تفتحين فمك جدام (بوطلال)!
حلت فترة صمت طويلة بعد كلمات (هند) الموبّخة. لكن غضب (شاهة) كان أبلغ:
- (هند) لا تتحديني! آنه كبرت.. وماعادت الدنيا ولا المظاهر تهمني. آنه بداخلي إنسانه يا (هند).. ليش ما تفهموني. الفلوس مهب كل شيء يا (هند).
أجهشت في بكاء مرير. وكأنها فجّرت براكين محتبسة في صدرها. جرت الدموع من عينيها بصورة لم تعهدها من قبل. احتضنتها (هند) بكل حب، وأخذت تمسح دموعها:
- لا تبكين يا (شاهة). إنتي أميرة وزوجة الملك.. ما يجوز تبكين.
زاد ذلك في نحيبها. واضطربت الكلمات في فيها:
- خليني يا (هند).. آنه فيني بكي وايد. آنه من زمان ودي أبكي. آنه مهب مثل ما تجوفوني في الصور بملابس الأميرة وجواهرها وحشمها وخدمها.. آنه إنسانه يا (هند).
عادت إلى البكاء بكل حرقة. وأخذت شيلتها لتمسح دموعها الحرّى. سال الكحل من عينيها واختلط بأحمر الشفاة الذي ظل طريقة عن شفتيها المرتجفتين. أحضرت لها (هند) كأس ماء.. شربت بسرعة.. ومصّت شفتيها بين فكين يرتجفان وصدر يرتفع وينزل، كأنها طفل أضاع والديه في غابة.
عادت بعد الظهر إلى قصرها. لم ترد أن تلتقي أحداً أو تأكل شيئاً. رن جرس الهاتف أول ما دخلت غرفتها.

الصفحات