أنت هنا

قراءة كتاب ربيع العرب - صراع محموم بين الدولتين المدنية والدينية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ربيع العرب - صراع محموم بين الدولتين المدنية والدينية

ربيع العرب - صراع محموم بين الدولتين المدنية والدينية

كتاب " ربيع العرب - صراع محموم بين الدولتين المدنية والدينية " ، تأليف يوسف مرتضى ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

إلّا أن الحقد كان أقوى من القناعات.، والكفر أقدر على فعالية المذهب العقلي الذي ينتمي إليه.: لقد قبل فكرة اغتصاب فلسطين... وتبنى مفهوما.ً للقومية اليهودية لا أساس علميا.ً له..

ولم يقف أمره عند هذا الحد..

قام ماكس بتحرير رسائل إلى أصدقاء له في بريطانيا.، كان الغرض منها .«دعم ثيودورهرتزل وتبني أفكاره.»... «وسيجد هرتزل من يتبنى هذه الأفكار فعلا.ً».

وكان أول من تبناها في صورة جدية اتسمت بطابع الانتماء لها.، هو صامويل مونتاج.: ولكن لا من أجل فلسطين قديمة.، وإنما من أجل فلسطين أوسع.».

وعلى هذا الأساس بدأ يسعى لأن .«تتبناها دولة عظمى.».

ولكن في هذه الأثناء.، وبعد عمله مع صامويل مونتاج.، بدأ هرتزل نفسه يرسم خطا.ً تحت أسئلته القديمة التي سبق وأن طرحها على نفسه.: من ستكون هذه الدولة الراعية.، تركيا نفسها؟.... أم بريطانيا؟.... أم ألمانيا.، وبالتالي أين هو مكان الدولة اليهودية إذا لم تكن فلسطين القديمة.... وإلى أي حد يمكن العمل على فلسطين أوسع.... وأوسع إلى أين؟

ووجد أخيرا.ً أن الحل يكمن في التحرك على كل هذه المسارات.: ذهب إلى تركيا ليعرض على سلطانها عبد الحميد الإغراءات في ثلاثة مجالات.: تغطية ديون السلطنة البالغة نحو« .106 ملايين جنيه.»...

ووضع الصحافة الصهيونية في خدمة .«تنظيف سمعة تركيا في مجال مذبحة الأرمن.»... ومساعدته ضد العرب إذا ما فكروا بالانفصال عن السلطنة أو ثاروا عليه..

ولكن السلطان عبد الحميد سيرد الصهيوني على أعقابه..... كان جوابه عن هذه الإغراءات.: «لن نتخلى عن فلسطين.، ولن نقبل بتقسيمها.، بل ولن نسمح أبدا.ً بتشريحنا أحياء.».

ثم ذهب برحلة على الباخرة من الاسكندرية إلى يافا لمقابلة قيصر ألمانيا.، الذي كان بزيارة إلى فلسطين .«لأخذ المكافأة في أن يكون له حق نفوذ سياسي.- اقتصادي في الشرق الأوسط مقابل ما قدمه من مساعدات لتركيا في متاعبها مع اليونان وفي مسألة كريت على وجه التحديد..

وفي .«ميكفا إسرائيل.» وهي أول مدرسة زراعية أنشئت بأموال روتشيلد.، سيلتقي القيصر مع هذا .«الرجل الضال.»، وذلك في حركة انحنى فيها القيصر وهو يمتطي حصانه على أذن هذا الرجل ليوحي إليه بأن اللقاء الفعلي لن يكون هنا.، وإنما في مكان آخر من أرض فلسطين..

وهناك في خيمة القيصر.، حيث التقى الفلسطينيين ليعلن نفسه نصيرا.ً لدينهم.، تم اللقاء بينهما..

ولكن القيصر الألماني كانت لديه خطة خاصة ببلاده.، وهي .«أن يجعل السلطنة العثمانية لألمانيا.، ما يعادل الهند لبريطانيا.»، وبما أن ألمانيا قد ازداد عدد سكانها إلى ثمانية عشر مليونا.ً، وآلاتها الصناعية تحتاج إلى مواد خام.، وبعد أن حازت على امتيازات واسعة لمد خطوط .«سكك حديد.، فإنه رأى من الخطأ أن يكون .«متنمرا.ً» على السلطان.، في الوقت الذي يمكن فيه للصداقة من أن تجلب مكاسب لا حدود لها..

ولذا.، ما إن عاد القيصر إلى بلاده.، حتى أمر جماعته بإصدار بيان عن تلك الزيارة.، يتضمن استقباله لوفد يهودي في فلسطين.، ولرده على هذا الوفد بأن ألمانيا لن تقدم على موقف أو حركة لا يلائمان مصالح السلطنة التركية.، وإنه سيبقى حريصا.ً على ألا تدار العلاقة السياسية بين الإمبراطوريتين بغير .«روح الاحترام التام لسيادة السلطان.».

وفي نابولي التي وصل إليها منظ.ّر الدولة اليهودية.، هذا البيان.، الذي خيب آمال إغراءاته التي نوه عنها.، وهي.: «أن نواة من اليهود الذين يتكلمون الألمانية ستقوي نفوذ ألمانيا في الشرق الأوسط.»، وستكون أيضا.ً «حاجزا.ً في وجه الجموع الآسيوية التي يكره القيصر خطرها الأصغر.!!!»

لم يفعل المال فعله الصهيوني مع السلطان..ولن يفعل نواة اليهود.، ومعها إثارة الكره العرقي.، فعلهما مع قيصر..

ولهذا لم يبق أمام هذا .«الفساد الأخلاقي للصهيوني المؤسس.» إلّا أن يبحث عن إمبراطورية أكثر تصهينا.ً وأقل ترددا.ً. وكانت الإمبراطورية البريطانية حينئذ هي أكثر من يستفيد من جنازة تركيا.. وإلى هذا المستفيد أولى .«تاجر البندقية.» وجهه..

وعلى عكس ما كانت تتوقع أوروبا الأباطرة.، فإن موت السلطنة العثمانية كان بطيئا.ً.

وفي هذه الأثناء بدأ نفوذ ألمانيا يزداد قوة وامتيازا.ً، وهذا ما سوف يثير مخاوف إنكلترا وفرنسا وروسيا.، ومن هنا وعلى عقد كامل من الزمن.(.1900.- .1910.) سيعقد سفراء هذه .«الدول العظمى.» مؤتمرا.ً بعد مؤتمر.، وكان البند شبه الوحيد على جدول أعمالهم هو .: البحث عن حل سريع لوقف النزاعات الناشئة عن تضارب المصالح بين الدول..

الصفحات