أنت هنا

قراءة كتاب ربيع العرب - صراع محموم بين الدولتين المدنية والدينية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ربيع العرب - صراع محموم بين الدولتين المدنية والدينية

ربيع العرب - صراع محموم بين الدولتين المدنية والدينية

كتاب " ربيع العرب - صراع محموم بين الدولتين المدنية والدينية " ، تأليف يوسف مرتضى ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

ولكنه وهو المتعاطف مع المسألة اليهودية.، عاد ليطمئن زائره.: لتكن سيناء مستعمرة يهودية بشرط واحد هو أن يقبل بها لورد كرومر.!... فإذا بفساد السمسار لم يكن أقل من فساد تاجره.!!!

والحال.، لم ينتظر هرتزل دقيقة واحدة لينهض سريعا.ً إلى أول مكتب للسفريات البحرية.... وها هو في طريقه بالباخرة إلى الاسكندرية..

وبانتقاله إلى القاهرة.، واجه خيبة أمل لا تقل عن تلك التي أصابته في لقائه مع قيصر ألمانيا..

وبهذه الخيبة توجه عائدا.ً إلى البلد الذي انطلق منه.: فيينا..

ولكن لم يمض رحلته إليها في فراغ.، وإنما راح يكتب عن سيناء أمرا.ً سهل المنال وأنه من فرط ثقته بنجاح مشروعه فيها .«لم يشتر قبرا.ً للأسرة في مقبرة دوبلنجر حيث دفن والده.». وكان يأمل أن يعيش ما بقي من عمره في هذه المستعمرة اليهودية ويدفن هو وأسرته فيها.. أما الآن فإنه قد اعتبر .«الأمر منتهيا.ً»، وسيذهب إلى محكمة المقاطعة ليحصل على القبر رقم .28..

ليس إلّا بعض الوقت وسوف يعود إلى لندن..

وفي .«عاصمة الضباب سيزف تشمبرلن هذا الخبر السعيد إلى العائد لتوه من أتعس لقاء قابله في حياته.: لقد ازدراه كرومر.، حتى أنه رفض أن يشير بكتابه عن مصر بأنه .«التقى رجلا.ً مثل هذا الرجل.».

لقد وجدنا لك أخيرا.ً بلدا.ً يا دكتور هرتزل.... إنه أوغندا.!

لن يرفض الدكتور هذا البديل.، فبعد رحلة .1903 التي قام بها إلى روسيا لمقابلة وزير داخليتها نياشيسلفا بليهفا.، عاد وبرأسه صور من مذبحة .«كيشينيف.» التي تغاضت عن مرتكبيها الوزارة إياها..

وكان استنتاجه بأن هذه المذبحة تعكس تقاطعا.ً بينها وبين اليهود.(!!!)، فـ«الروس الحريصون على ولاء عام للقيصر المسيحي.» مقتنعون بأن .«اليهود غير قابلين للاستيعاب ولذا سيسر الفريقان.، بأن يرحل اليهود عن البلد الذي لا يريدهم.، إلى بلد يريدونه.».

وهكذا قبل بـ أوغندا وطنا.ً لليهود..

غير أن الحركة الصهيونية لم تؤيده بهذا .«القبول الذي ينم عن قصر نظر.».

لقد أصرت على أن يكون .«الوطن.» في بلد .«لا يسكنه الزنوج.» بل في بلد .«يسكنه العرب.»، إذ .«من هناك تبدأ السيطرة على الشرق الأوسط برمته.»... وستتداول الأيام حكاية هذه السيطرة مع القرن العشرين من أوله وحتى نهايته..

ويبدو فعلا.ً أن الشرق الأوسط الجديد المطروح في بداية هذا القرن الجاري.، إنما يمثل الترتيبات الأخيرة للسيطرة المزدوجة.: الأميركية.– الصهيونية.، وفي إطار نظام عالمي .«جديد.» بدأت تظهر فيه ملامح اليهودية العالمية.... ولكن؟

حتى سنة .1903.، كان وما زال مشروع .«تأسيس وطن قومي لليهود.» يتأرجح بين المطلوب والممكن..

وفي سنة .1904 سينفجر قلب ثيودور هرتزل في المضيق إياه.. ولكن موته .«كان أقوى تأثيرا.ً منه حيا.ً»: لقد ترك .«الرجل الجوال.» لكثيرين من اليهود حلما.ً بعرقية.، ليست أقل مرضا.ً من النازية.، في حين أنه لم يترك لغير اليهود سوى هذا الباب الذي عاد لينفتح على مصراعيه في معبد جانوس..

وكما يفعل الطرشان في لوحة غويا الإسباني.، فإن اليهود ما عادوا يصغون إلّا لقرع الطبول.، فحالة .«الغليان.» التي بدأها زعيمهم الصهيوني.، جعلتهم في صمم عن كل حل لدمجهم في البلدان التي يعيشون فيها.، بل إن الصهيونية.، وهي تصطنع الصمم ذاته.، عرفت كيف تستغل اللاسامية.، لجعل إيقاع النشيد اليهودي أكثر ارتفاعا.ً من أي إيقاع آخر.: وهذا ما سيقوم البعض الأوروبي في الوقت نفسه بضبطه في معزوفة وعد بلفور..

مات الدكتور.، وبقي الوباء الذي التهمه.:

قبل سنة من وفاته بدأت صحيفة .«زناميا.» الروسية.، وعلى مدى أيام متواصلة بنشر ما ع.ُرف بـ .«مسودة بروتوكولات حكماء صهيون.»، وهي كما سيقول .«نورمان كوهين.»، لا تعدو أن تكون أكثر من .«إجازة للقتل بالجملة.».... وهذا ما سيؤسس له وايزمن حيث سيضع الإجازة في النير .«الإسرائيلي.»، وبالتالي هذا ما سيتعهد تنفيذه بن غوريون.، حيث ستبدأ المذابح في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي..

البغض الأعمى

ذلك الكتاب .(بروتكول حكماء صهيون.) الذي أصبح من حيث الرواج في المرتبة الثانية بعد الكتاب المقدس.. وقد أعيد نشر هذا البروتوكول.، وعدل ووسع وعلق عليه وشرح وترجم إلى لغات عديدة.، فكان هبة قسطنطين القرن العشرين.، أي وثيقة زائفة لها أثر تاريخي استعملت.، كما أشار نورمان كوهن.، إجازة للقتل بالجملة.. سبقت هذا البروتوكول كتابات أدبية شبيهة به.. وكانت فكرته الأساسية «الاعتقاد أن اليهود.، كل اليهود في كل مكان.، يشكلون هيئة متآمرة لتدمير البشرية ثم السيطرة على بقاياها.». قد وضعها ثلاثة من كتاب القرن التاسع عشر.، يهوديان وألماني.، كتب الألماني هيرمان كودسي تحت إسم إنجليزي محترم مستعار هو .«سيرجون رد كليف.» رواية عنوانها .«بيارتز.» في سنة .1868 تكهن فيها بأن حكم اليهودية العالمية سيكون قد توطد في سنة .1968.. أما اليهوديان اللذان ساهما في هذه الأسطورة فقد كانا من المرتدين.، أحدهما محتال يدعى .«ميلنجر.» انتحل اسم .«عثمان بك.» وصور في كتابه .«الاحتلال اليهودي للعالم.» برلمانا.ً سريا.ً يهوديا.ً يجتمع في مكان ما في بولونيا للبحث في احتلال اليهود للعالم.، والآخر يهودي تحول إلى المذهب الأرثوذكسي.، اسمه جيكوب برافمان.، وعمل مع الشرطة القيصرية السرية.، صور منظمة .«كاحال.» اليهودية بأنها أداة لأخذ عمل غير اليهود واحتلال العالم ايضا.ً.

الصفحات