أنت هنا

قراءة كتاب السيرك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السيرك

السيرك

رواية "السيرك" للكاتب والصحفي الفلسطيني علاء حليحل، والحائزة على جائزة مؤسّسة عبد المحسن القطان للرواية عام 2002، الرواية كما يقول الكاتب: "هي عبارة عن توليفات متقاطعة لعدة شخصيات، ولكن من ورائها أسئلة ومقولات تخصّ الهوية الفلسطينية ـ العربية في داخل مناطق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: علاء حليحل
الصفحة رقم: 3
"أونشنطيه مسيو هاليدي." "يمكنك مناداتي بسمير." "إذًا ما الذي تفعلينه هنا؟.. جئتِ تبتاعين أعمالا جديدة؟" "يمكنك قول ذلك. أنا هنا بالأساس للراحة قليلا وللهروب من المونديال أكثر. لقد رجعت البارحة من إيلات. لا تسأل كم أحببتُ الشمس هناك." "إنتظري لتري شمس حيفا"، قهقَهَ الدال نقطة. "هذه المهمة عليك"، بادلته جولي الضحك. "ما رأيكِ في الأعمال؟"، سأل الدال نقطة مشيرًا إلى حيطان المعرض، "أليست عظيمة؟..أليس سمير فنانًا قديرًا؟" "على مهلك يا دكتور"، احتجّ سمير مبتسمًا، "دع السيدة تقرّر وحدها." "سمير على حق، دعني أقرر وحدي.. من يدري فربما اشتريت المعرض كله." "سمير الخالدي، فناننا العظيم!" جاء الصوت عاليًا من جهة المدخل. كان عباس الجنوبي يهرول نحوه فاتحًا يديه والسّكر يُشعّ من عينيْه. استدار سمير إليه وفتح ذراعيه لتلقيه وإذ بعباس يقع أرضًا متلقيا ضربة قوية في وجهه. هرول سمير وآخرون إليه، وحين رفع رأسه كان الدم ينزف من منخاريه بغزارة. "يا إلهي عباس، ألا تحذر أبدًا؟" "هذا السّجاد اللعين"، قال عباس وهو يحاول القيام من دون نجاح. "على مهلك، على مهلك، إرفع رأسك للخلف... هكذا. هل يحضر أحدكم منديلا أو منشفة؟" كان جميع الحاضرين قد تجمّعوا حول عباس النازف يتطلعون من فوق أكتاف بعضهم البعض إلى وجهه.
 
"دعني قليلا"، قال عباس وأزاح يد سمير عن أنفه، "أنا بخير." "لا عليك، لا عليك"، قال سمير بعطف. "دعني أقوم، دعني أقوم، لن أفسد هذه الليلة السعيدة." شدّ سمير عباس من يديه وأعانه على الوقوف. كانت "الناقدة الفنية" قد عادت بمنشفة بيضاء، سرعان ما تحوّلت إلى حمراء بين يدي عباس. "تعال آخذك للاغتسال." عندما خرجا من القاعة باتجاه المراحيض علت الهمهمة تدريجيًا حتى تحوّلت إلى جدال صاخب سعيد تخللته، من دقيقة إلى أخرى، ضحكات وقهقهات صاخبة سرعان ما خفتت بعد إشارة من الحاضرين إلى المراحيض، بما معناه: "حذارِ، قد يسمعنا!"
 
*
 
"يسعدني أن اقف اليوم هنا وأن أفتتح المعرض الثالث لفناننا المبدع والواعد سمير الخالدي. في طريقي إلى هنا عاودتني الصّور والأشكال التي شاهدناها في المعرضين السابقين وكنت تواقا أشدّ التوق إلى الوصول إلى هنا ومشاهدة الأعمال الجديدة، وصدّقوني- لم يخب أملي. لقد أتحفنا سمير بأعماله السّابقة وهو يتحفنا الآن وسيتحفنا لاحقا بقدراته الفنية المتميّزة والتي تشكّل اليوم واحة ومرتعًا للحداثة والاختلاف والطلائعية. سمير يا سادتي الكرام يضع وسيضع أسس ومبادئ فننا التشكيلي الحديث في هذا الوطن. "ولا أخالني مبالغًا إبدًا إذا قلتُ إنّ ما يقوم به سمير الخالدي، في المتسع الضيق المتاح للفن والإبداع، سينهض حتمًا بالمسيرة الفنية المحلية وسيفتح الطريق أمام العديد من فنانينا الشباب إلى حذو حذوه وطرق طرقه. نحن اليوم بحاجة -أكثر من أيّ وقت مضى- إلى الفنّ وإلى التفكير الواعي والناضج لتجاوز أزمتنا التي نحياها، إن كان على نطاق الفرد وإن كان على نطاق المجموع. الهوية، جماعية كانت أم فردية، تتبلور وتنصقل بالتأثر الواعي من البيئة 

الصفحات