أنت هنا

قراءة كتاب السيرك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السيرك

السيرك

رواية "السيرك" للكاتب والصحفي الفلسطيني علاء حليحل، والحائزة على جائزة مؤسّسة عبد المحسن القطان للرواية عام 2002، الرواية كما يقول الكاتب: "هي عبارة عن توليفات متقاطعة لعدة شخصيات، ولكن من ورائها أسئلة ومقولات تخصّ الهوية الفلسطينية ـ العربية في داخل مناطق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: علاء حليحل
الصفحة رقم: 6
غريغوري يختفي و"الناقدة الفنية" تغضب
 
الباب يُطرق بشدّة وإصرار. انقلب سمير على جانبه الآخر وحاول أن ينام ثانية. الباب يُطرق بشدّة. فتح عينيْه وجفل للحظة. كانت "الناقدة الفنية" نائمة بجانبه عارية من دون غطاء. رفع الغطاء عنه قليلا. هو أيضًا عارٍ. أعاد رأسه إلى الوسادة وحاول أن يتذكّر الليلة الماضية. عباس، دم، ماريحوانا... لم يمهله الطرق على الباب الهدوء الكافي ليسترجع الأحداث فانقلب على جانبه الآخر وغطى رأسه بالوسادة. "ألن تفتح؟"، سألت "الناقدة الفنية" بصوت أجشّ. لم يردّ. الطرق لم تخفت شدته ولم تخفّ وتيرته. قام متثاقلا وارتدى بنطاله الملطخ ببقع دم متناثرة واتّجه نحو الباب. رنّ الهاتف. توقّف في منتصف الطريق بين الباب والهاتف. عظيم، بشّر نفسه وأسرع نحو الباب. كانت ليليان، جارته الروسية من الشقة المقابلة. أبقى الباب مفتوحًا وأشار إليها بيده علامة الدخول وهو يتجه نحو الهاتف. "آلو.. نعم.. أهلا.. شكرًا.. لا بالطبع، عذرك معك.. لكلّ واحد ظروفه... بالطبع، بالطبع... كان جيدًا، تعرف... كالعادة... شكرًا.. لا شكّ.. لا أدري، ما زال الوقت مبكرًا.. كم الساعة؟.. يا إلهي، لقد ولى النهار." كانت الجارة قد جلست قبالته. كانت تنظر إلى بنطاله الملطخ بالدم تارة وتارة إلى صدره المعشوشب بالشعر. شعر كهذا لم ترَ في روسيا. "اتفقنا... أكيد، إلى اللقاء.. باي باي." وضع السماعة وفرك وجهه بيديه ببطء وكسل وودّ لو بقي هكذا ساعة. "أهلا، كيف الحال؟"، قال بالعبرية، "أعذريني فأنا استيقظتُ للتوّ." "غريغوري لم يعد إلى البيت منذ أسبوع"، قالت ليليان بحزن. "أسبوع؟.. هذا سيء." إقترب وجلس قبالتها. انتبه إلى أن سحّاب بنطاله مفتوح فسارع إلى إغلاقه، ولمداراة حرجه سارع إلى السؤال: "هل غضب من شيء؟.. ربما تشاجر مع أولغا." "لست أدري." "هل اتصلتم بالشرطة؟" "لا." "لِمَ لا؟"، قال بلهجة غاضبة بعض الشيء. ارتبكت ليليان بعض الشيء وتمتمت ثم قالت: "لست أدري. أولغا لم تكلّف نفسها عناء ذلك وقالت إنّ غيابه أفضل من وجوده، لها وللأولاد، وإنني إذا أردت البحث عنه وإعادته فالأفضل أن أترك البيت أنا أيضًا لأنها ليست مجبرة على إسكان أخت النغل في بيتها أيضًا." "هذا فظيع"، قال سمير وأطرق للحظات. "هل تودين شرب القهوة؟" "لا، شكرًا." "أعذريني ولكني أودّ إعداد القهوة لي، سأعود سريعًا"، وهمّ بالقيام. "لا بأس، سأعود لاحقًا"، وقامت بسرعة. "لا، لا، لم أقصد. يمكنك البقاء، إنما أنا استيقظت الآن." كانت ليليان في تلك الأثناء قد توجهت إلى الباب وخرجت. تبعها سمير ببطء. كان يسمع وقع أقدامها وهي تنزل الدرج راكضة حتى خفت الصوت ثم اختفى. أغلق الباب واتجه نحو المطبخ. وضع الماء في غلايته الزرقاء، بحث عن الكبريتة لثوانٍ ثم أشعل النار ووضع الغلاية فوقها وجلس إلى الطاولة المكدّسة بالأوراق والفناجين المُتسخة. "ما الامر؟" انتفض مذعورًا ثم عاود الجلوس رأسًا عندما رأى "الناقدة الفنية" تقف في باب المطبخ وقد ارتدت قميصه. 

الصفحات