أنت هنا

قراءة كتاب السيرك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السيرك

السيرك

رواية "السيرك" للكاتب والصحفي الفلسطيني علاء حليحل، والحائزة على جائزة مؤسّسة عبد المحسن القطان للرواية عام 2002، الرواية كما يقول الكاتب: "هي عبارة عن توليفات متقاطعة لعدة شخصيات، ولكن من ورائها أسئلة ومقولات تخصّ الهوية الفلسطينية ـ العربية في داخل مناطق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: علاء حليحل
الصفحة رقم: 9
عباس يستشيط غضبًا ويكتب عن الدعارة
 
الجريدة التي يعمل فيها عباس تقع في "الواد" في حيفا السفلى. العلاقة والارتباط بين الجريدة والمكان أدّيا في انسياب مثاليّ تلفه الألفة والرضا من الطرفيْن إلى وحدة مصير عجيبة ("وما هي الجريدة؟.. ها.. حدث مجرد؟.. ظاهرة ثورية مستقلة؟..الجريدة ليست إلا الناس العاملين فيها، إذا تغيروا تغيرت وإذا تبدلوا تبدلت"، كان عباس يصرخ على سمير عادة والسكر قد تعتعه، في جدالاتهما اللانهائية حول الصحافة والناس). فعندما تواجه الجريدة أزمة مالية خانقة تحسّ بأنّ "الواد" يوشك على الانفجار. قد يكون التأويل مختلفا كل مرة (خطوط المجاري العطبة، إغلاق بسطات غير مرخصة، تأجيل البدء بمشروع تعبيد الشوارع المشققة، مجددًا)، وعندما تُفرج في الجريدة وتُدفع المعاشات المتأخرة ويتلقى صاحب البقالة المجاورة حساب القهوة الشهري وتتلقى أم منير حساب الفول والحمص، الشهريّ أيضًا، تدبّ الحياة في السّوق، فلا تعرف من أين يأتي الخلق ولا متى سيرحلون. حتى الحمص والفول اليوميان أو الفلافل الشقيق يصبحون من الحاجيات صعبة المنال. المعظم ينكرون هذه العلاقة الغريبة التي لا تحصل ولا حتى في الأفلام، ولكن ليس باستطاعة أحد إنكار التزامن الغريب والمثابر في آن الحاصل بين الجريدة و"الواد". "أهلا سمير، لماذا تأخرت؟" "تأخرت؟.. ما بك، لم يستغرقني أكثر من ساعة." "هل تكلمت أميرة معك؟"، قال وهو يجرّ سمير من يده خارج غرفة التحرير الرئيسة الكبيرة، حيث تجمهر الكثير من موظفي الجريدة أمام التلفاز لمتابعة مباراة حامية من مباريات المونديال الداهم، إلى غرفة جانبية تخصّ عباس، محرر ملحق الجريدة وأحد أعضاء هيئة التحرير. "هل تكلمت أميرة معك؟"، قال واقفا بقرب الباب. "نعم. بعد حديثي معك بدقائق." "وماذا قالت؟" أطرق سمير برهة ثم قام يتجوّل في الغرفة الصغيرة فتفحّص الكتب الملقاة بإهمال يليق بعباس ثم اتكأ على حافة الشباك المُطلّ على "الواد". "أنطق يا أخي، ماذا دهاك؟.. سمير!" خُيّل لسمير أنّ عباس كان يصرخ. والأرجح أنه كان يصرخ بالفعل. إستدار ونظر إليه تلك النظرة التي لا تقول شيئا وتقول كلّ شيء. "عباس، تعالَ نتكلم بصراحة." "طبعًا، ومتى كان غير ذلك؟" "متى تحادثتَ أنت وأميرة عنكما آخر مرة؟" "البارحة." "لا أعني شجاراتكما اليومية. أعني حديثًا هادئًا وعميقًا." "ماذا تقصد؟" "وماذا فهمت؟" "ماذا جرى لك؟"، استشاط عباس غضبًا هذه المرة، "هل أتيتَ إلى هنا لمقارعتي؟" "إسمع عباس، أعتقد أنّ عليك الحديث مع أميرة سريعًا، ولا أعني مجرّد الحديث. أصغِ إليها جيدًا، حاول أن تسمعها إلى النهاية.. أعتقد أنّ هذا أفضل ما يمكنك فعله الآن." "ماذا قالت لك؟.. ها؟.. ماذا قالت لك لتقول لي ما قلته الآن؟" "من الأفضل أن تتحدث أنت إليها 

الصفحات