كتاب " حياة على المتراس " ، تأليف أرتين مادويان ترجمه إلى العربية أرادشيس قيومجيان ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب حياة على المتراس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

حياة على المتراس
مقدمة الطبعة الثانية
لا مقدمة بعد مقدمة جورج حاوي، هذه كانت ردة فعلي الأولى عندما طلب مني أن أكتب مقدمة
فكيف إذا كان جورج حاوي هو من يقدِّم ارتين مادويان...
"ننحني خشوعاً" أمام هؤلاء المناضلين"، هذا عنوان مقدمة هذا الكتاب بقلم جورج حاوي. عذراً أبا أنيس لأني، أولاً، أكتب بكل تواضع مقدمة الطبعة الثانية لهذا الكتاب. ثانياً، لأني أستخدم عنوان مقدمتك لأنك جزء لا يتجزأ من هؤلاء المناضلين الذين ننحني خشوعاً أمامهم.
واذا ترددت، أنت، قبل كتابة مقدمتك، فترددي أكبر بكثير لأن "شهادتي مجروحة" كما يقال في التاريخين.
فلكي لا أتخطى صلاحياتي واحترامي لهذين المناضلين الكبيرين، سوف أكتفي بما يشبه المقدمة، بل هي بمثابة شرح لأسباب إعادة طبع هذا الكتاب العظيم. هذه القطعة التاريخية الأدبية التي يفترض على كل مواطن لبناني أو عربي أكان شيوعياً، أم مهتماً بمعرفة التاريخ الحقيقي لجذور الحزب الشيوعي في منطقتنا، الذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ النضال وبناء دولة لبنان الحديث، عبر تجربة أرمني لبناني أممي ناضل وكافح من أجل الحريات والمساواة والعدالة ضد الظلم والاحتلالات على أرض لبنان والعالم العربي. داعياً لنصرة الشعب الأرمني، حالماً بعودة الأراضي الأرمنية المحتلة والاعتراف بالمجازر التركية التي تعرض لها الشعب الأرمني، والتي ينكرها التاريخ، دون أن يكون يوماً ذاك اللاجىء الأرمني على أرض الغريب. بل دافع بشتى الوسائل عن وطنه الثاني، لبنان وعن الأمة العربية بقناعة المناضل الحقيقي من أجل القضية التحررية للشعوب العربية والعالم.
ففي ظل الحركات التحررية التي يشهدها اليوم وطننا العربي في كل أقطاره، لا بد أن نسترجع التاريخ لكي نستخلص العبر والدروس من مناضليه.
كتب جورج حاوي في مقدمته: "... لا بد أن يستطيع الحزب الشيوعي يوماً، وفي ظروف أكثر ملاءمة، من أن يكتب النسخة الحقيقية لتاريخه النضالي بالاستناد إلى منطلقات العلم وقواعده، وإلى الحقيقة الموضوعية المجردة المعززة بالوثائق والشواهد الحية والحسية... مهمة كتابة تاريخ الحزب تصبح اليوم أكثر الحاحاً من السابق لكونها لم تعد قضية تاريخ حزبي محض، بل هي تتعلق بتاريخ شعب وبلاد وأمة، بتاريخ طبقة عاملة وحركة ثورية شاملة في منطقتنا العربية..."
لم يكتب هذا التاريخ بعد. لذلك أردنا بغيابه أن نستعيد الكتابات الأكثر تصويباً حتى الآن، لكي نضع حداً لمحاولات إنكاره أو تزويره من جهة، ولتعريف الأجيال الصاعدة به من جهة أخرى، آملين أن لا يقف تفاعلهم عند الفخر بهذا التاريخ العريق، بل أن يستمروا في النضال "حتى تحقيق وحدة حقيقية للبلاد، شعباً وارضاً ومؤسسات على أسس وطنية".
ويبقى الهدف الأساسي من إصدار الطبعة الثانية من كتاب "حياة على المتراس"، هو تكريم المناضل الكبير أرتين مادويان بعد 21 عاماً على غيابه ، إذ إنه ليس أحد مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني - السوري فحسب، بل هو المساهم الأبرز في تاريخ الحركات التحررية الأممية.
لكن منذ 21 سنة تغيرت خريطة العالم، وبدلاً من الأممية التي كان يطمح إليها أرتين مادويان يعيش العالم اليوم عصر "العولمة"، التي هي نمط وطريقة انتاج، طريقة حياة، طريقة تطور في شتى المجالات. ولا بد من خلق صراع في دائرة العولمة وليس ضدها لكي نصل الى نمط جديد يكون حصيلة نضال سائر شعوب وقوى وطاقات العالم، وذلك لن يكون مجرد علاقات سياسية دولية أكثر عدلاً بل كذلك علاقات انتاج وتوزيع، مادي وثقافي، أكثر عدلاً داخل كل بلد وعلى مستوى شعوب الارض. وهو ما يسمى "الأممية الجديدة" أم كما سماه جورج حاوي "الاشتراكية الجديدة". وذلك يكون تكملة لنضالات أرتين مادويان وسائر الأمميين الأوائل.
نارا حاوي6/6/2011