أنت هنا

قراءة كتاب شمس القراميد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شمس القراميد

شمس القراميد

كتاب " شمس القراميد " ، تأليف محمد علي اليوسفي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2

في البدء

في البدء لم تكن توجد كلمة واحدة، ولا من يروي للناس حكايات؛ ولكي يكونَ راوٍ، ويتكلم،

كان لابدّ أن يناديه أحد.

بالتماع الماء فيها، نادتْه عين شاردة.

أجاب: " ها أنذا... "

فكان صوت.

انتشرت عين الإنسان على الكون دهِشَةً، حذرةً، قبل أن تمتد يده مستكشفة، مدمّرة، أو بانية.

ثم هجست العين:" لأكوننًّ كمثل الروح، قبل الخلق، عندما كانت ترفّ فوق المياه " فصار لها ذاكرة: جزائر أحاسيس بكر، يدمدم فيها الجميع بما قبل الكلام، ولا يتكلم أحد.

ثم كانت لها الكلمة.

وكما الماء اخترق الجسمَ والتربة، بدأت الكلمة تخترق الصمت والفراغ.

وظلت العين

بيضويَّة،

مشقوقة،

مستلقية في رطوبتها،

تتوسط شَعْرها مثل امرأة؛

نفّاذة،

معرِّية،

مستكشفة فضاءَها،

تخترق دريئتها كرجل.

تحطّ العين في مكان ناءٍ فتشفّ حولها الأحداث؛

وتتوغّل في ماضٍ سحيق فتتقافز الأشباح؛

تطرق المستقبل فيربكها الخيال؛

ثم تجرّب الصمت، العمى، نبش الجذور في باطن التربة.

رغبة تحرّك اليدين هي العين.

كتابة تسوق الأصابع.

الصفحات