كتاب " شمس القراميد " ، تأليف محمد علي اليوسفي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب شمس القراميد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
شمس القراميد
للأعمى ظلال العين، له كثافة التلقّي وبُركانُ الإرسال.
وللقاتل صورة القتيل منطبعة في شبكيّة العين.
العين موجة كلام، شاطئ صُوَر؛
صور يمتهنها راوٍ ويؤطّرها مؤلّف كسول.
العين أمكنة في زمن، أزمنة
بصر وبصيرة، ينبوع نور ونار، حركة حلزونية في الظلام؛
حركة متلوِّنة،
حرباء
طفل يلعب. إذاً من أين أبدأ؟
هل الذي كان، هو ما سوف يكون؟
إلى متى نظل نردد ما قاله الأقدمون، والحال أنّنا وُهبْنَا حياةً كي نعيشها حتى يأتي اللاحقون ويتمكنوا من تصنيفنا في سلّم الأسلاف؟
أَخْرُجُ من زمن الأسلاف أوّلا، لأخرج من تربتهم لاحقاً.
وأَروي على لساني كلّ ما جرى بشأني.
فإليكم الحكاية، من البداية إلى النهاية.
حكاية جابر الطرودي، وما جرى له من عجائب الإقامة وغرائب الترحال، مع شمس القراميد ابنة الملك الأبيض.
وكان بينه وبينها سبع صبايا كالأقمار، وشيخٌ يسترجع الكينونة من بداياتها، دافعاً بظلمة العين وراء عرين أيّامه.
كان شيخَ طريقة معروفة، ثم مقطِّر عنب، قبل أن يتحول إلى تقطير بريق الصبايا، في مكان؛ هو دائماً مكانان: تذهب إلى أحدهما فتتساءل عمّا كان سيحدث في المكان الثاني.
ويحدث أن تنضمّ إلى السَّبْع الصّبايا، ثامنةٌ هاربة؛ قَدَرُها الوقوعُ في فخاخ دائمة، ودورها الإفلات من تلك الفخاخ، سالمة.
ويخترق رصانة الحكاية قزمٌ، سمَّمَ حياة جابر الطرودي، منذ أن تَمَرْأى له ملاحقاً، بمقصّه، عريَ العشّاق وأذناب الطيور.
وثمّة ما لا تصدّقون من وجود أصوات مخنوقة تحشرج في ثنايا جهاتنا، وتذكّرنا بأن أسلافنا لا يزالون يشاهدوننا بعيون الموتى، ويدفعون بنا إلى تذكّرهم بعيون الأحياء، كي يتمّ التبادل كأفضل ما يكون.
يا سادة
لقد بدأ العالم بحركة حنون
فمن أين أبدأ؟