كتاب " مشاهدات في السينما العالمية " ، تأليف جاسم المطير ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب مشاهدات في السينما العالمية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

مشاهدات في السينما العالمية
جائزة الأوسكار.. متى تأسست وكيف..؟
في الثاني من هذا الشهر ــــــ آذار/مارس 2006 ــــــ وما قبله بقليل وما بعده بقليل أيضاً انشغل السينمائيون والمتابعون لترشيح جوائز الأوسكار التي أعلنت نتائجها من على خشبة مسرح «كوداك» في هوليوود، في لوس أنجلوس الأميركية؛ لمعرفة سعداء الحظ في مهرجان الأوسكار، هذا العام، كما هو الحال في كل عام. وكان قد سبق إعلان الجوائز ببضع ساعات وصول تماثيل الأوسكار الذهبية على متن طائرة خاصة.
لا أريد التحدث هنا عن الفيلم الفائز أو الممثلة الفائزة أو الممثل الفائز فقد جرى تغطية ذلك في الصحافة الفنية طيلة الأسبوعين الماضيين لكنني أود الاستجابة لطلب إحدى قارئات جريدة «القبس» التي تفضلت في رسالتها الكريمة بالتعقيب على مقالتي المنشورة في الجريدة بداية عام 2006 حول حظ الفيلم الفلسطيني «الجنة الآن» بنيل الأوسكار عن جائزة أفضل فيلم أجنبي بينما كانت النتيجة لغير صالحه حيث ذهبت الجائزة إلى الفيلم الجنوب إفريقي «توتسي tootsie »، من اخراج وتأليف «جافين هود» وتدور أحداثه حول تأثير نظام الفصل العنصري على نفوس السود في جنوب إفريقيا. لقد استفسرت القارئة الكريمة عن أصول جائزة الأوسكار وتاريخ تأسيسها وآلية عملها وقد وجدت أن الاستجابة ضرورية لتعريف ذلك إلى جيل القراء الجدد وخاصة من الشباب الذين قالت إنهم يسمعون بجائزة الأوسكار ولا يعرفونها. وها أنذا أكتب عن فعالية الأوسكار وجائزتها على أرض الواقع كشهادة فنية كبرى في ميدان السينما العالمية حيث تم منذ أول احتفالية لجائزة الأوسكار في 1929 وحتى الآن توزيع 2578 جائزة هي عبارة عن تماثيل صغيرة مغطاة بالنحاس والنيكل والفضة والذهب. انبثقت فكرة تأسيس جائزة الأوسكار إثر ولادة فكرة تأسيس (أكاديمية العلوم والفنون السينمائية) في اجتماع خاص عقد في كانون الثاني/يناير عام 1927 في منزل المنتج السينمائي الأميركي المعروف «لويس ماير» مدير أستوديوهات مترو غولدين ماير. وكان قد شارك في هذا الاجتماع ست وثلاثون من أبرز الشخصيات والنخب المهنية والابداعية السينمائية الأميركية آنذاك. وبعد عدة شهور من الأعمال التحضيرية والتكميلية تم في الرابع من شهر أيار/مايو 1927 تسجيل طلب التأسيس رسمياً تحت اسم (أكاديمية العلوم والفنون السينمائية) في ولاية كاليفورنيا التي أقرته في الحال. كما عقد المؤتمر التأسيسي الأول في فندق بالتيمور في الولاية نفسها.
وقد نص النظام الداخلي لطلب تأسيس الأكاديمية على تشكيلها من خمسة فروع سينمائية هي:
(1) فرع الإنتاج.
(2) فرع التمثيل.
(3) فرع الإخراج.
(4) فرع الكتاب.
(5) فرع المهنة السينمائية.
وفي ضوء النظام نفسه تم تشكيل لجنة خاصة من الأكاديمية تتكون من سبعة أعضاء مهمتها التحضير لمنح جائزة سينمائية تحت اسم (جائزة الأوسكار). وفي أيار/مايو 1928 وضعت قواعد الجائزة وهي: أن تكون الأفلام قد عرضت في محيط مدينة لوس أنجلوس، في الفترة من أول آب/أغسطس 1927 حتى 31 تموز/يوليو 1928، وأن تتقدم الشركات بقوائم بها في موعد أقصاه 15 آب/أغسطس، ويقوم كل فرع من الفروع الخمسة للأكاديمية، بتقديم 10 تسميات في الجوائز التي تخصه، ثم يكون القرار الأخير، باختيار من يفوز بالجائزة، بيد أن شخصاً واحداً، هو ممثل الفرع في مجلس إدارة الأكاديمية، يذكر أن عدد الجوائز كان 12 جائزة، وبمرور الأعوام زاد عدد الجوائز إلى 23 جائزة، تمنح من فروع الأكاديمية كلها، أو من لجان خاصة، وفي عام 2001 زادت الجوائز جائزة جديدة، لأول مرة منذ سنة 1980، وهي جائزة لأفضل فيلم رسوم متحركة طويل.
أول حفل لتوزيع الجوائز أقيم في 16 أيار/مايو 1929. أما الجائزة التي يحصل عليها الفائز فهي معنوية وليست مادية. تقتصر الجائزة على تمثال صغير لا تتجاوز كلفته أكثر من ألف دولار. تمثال الأوسكار يرمز إلى رجل عارٍ يضم سيفاً رأسياً أمامه، ويقف فوق بكرة سينمائية فيها خمس فتحات فقط، رمزاً لعدد فروع الأكاديمية.
وقد وضع تصميم التمثال ــــــ الجائزة الفنان الشهير «سيدريك جيبونز»، ونفذه أحد أساتذة الفنون الجميلة يدعى «جورج ستانلي». وقد اختلفت آراء الباحثين عن سبب تسمية الجائزة بــــــ «الأوسكار» التي قيلت بشأنها آراء كثيرة. ومنهم من قال إن التسمية جاءت عفوياً على لسان أمينة مكتبة الأكاديمية «مارغريت هيريك»، عندما شاهدت نموذج التمثال للوهلة الأولى صاحت قائلة: «إنه يشبه عمي أوسكار»؛ فأصبح اسمه تمثال الأوسكار.
استمرت احتفالية الأوسكار السنوية منذ تأسيسها وحتى الآن أي طيلة 78 عاماً ولم تلغ أي احتفالية حتى في سنوات الحرب العالمية الثانية لكنها تأجلت لبعض الوقت في ثلاث دورات: الأولى عام 1938 بسبب فيضان لوس أنجلوس، والثانية سنة 1968 بسبب اغتيال داعية الحقوق المدنية «مارتن لوثر كينغ»، والثالثة سنة 1981 إثر محاولة اغتيال الرئيس الأميركي «رونالد ريغان». تمنح الأوسكار ثلاث جوائز لأفضل فيلم ناطق بالإنكليزية، وأخرى للفيلم الناطق بغير الإنكليزية، وثالثة لأفضل فيلم رسوم متحركة طويل، وهناك 4 جوائز أخرى: اثنتان للأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، واثنتان لما يسمى أفلام الموضوعات القصيرة: واحدة للتمثيل الحي، وأخرى للرسوم المتحركة. وبإضافة جائزتين للتمثيل المساعد، أصبحت جوائز التمثيل 4. وقد استقر السيناريو بعد تعديلات عديدة على جائزتين لأفضل نص أصلي، وأفضل نص مأخوذ عن نص وسيط آخر. جوائز التصوير والمناظر أصبحت واحدة فقط، وأضيفت جوائز لتصميم الأزياء. بينما بلغت جوائز المؤثرات الهندسية 4 جوائز للمؤثرات الخاصة والصوت وتوليف الصوت والماكياج، كما أضيفت جوائز للمونتاج والموسيقى. بالإضافة إلى مجموعة من الجوائز الخاصة، التي لا تخضع لنظام التسمية التقليدي، ولا تعلن في حفل توزيع الجوائز.