أنت هنا

قراءة كتاب مشاهدات في السينما العالمية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مشاهدات في السينما العالمية

مشاهدات في السينما العالمية

كتاب " مشاهدات في السينما العالمية " ، تأليف جاسم المطير ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10

فاتن حمامة بين ضياء الفن وبناء المذكرات الشخصية

المذكرات الشخصية ما هي إلّا أحد الأجناس الأدبية التي يعبّر فيها الإنسان عن تجربته في الحياة وعن عواطفه وأفكاره وانطباعاته. في هذه الأيام يكثر الحديث عن مذكرات فاتن حمامة التي يقال إنها مكتوبة بالكامل وهي تضم مخزوناً كبيراً عن تجربتها الطويلة في السينما المصرية، وقالت بعض أخبار الصحف المصرية إن فاتن حمامة رفضت عرضاً مغرياً لشراء المذكرات بمبلغ 40 مليون جنيه تقدمت به إحدى القنوات الفضائية الكبرى مقابل تسجيلها وعرضها بثلاثين حلقة أو أكثر على الشاشة. لكن فاتن حمامة ما زالت مصرة على رفض العرض رغم الضغوط عليها.

لا أحد يعرف حتى الآن أسباب الرفض خاصة أن كل كاتب مذكرات يتمنى صدورها أثناء حياته وكل فنان يتمنى أن يرى بعينيه على الشاشة تاريخ حياته وتطور القيم الفنية في تلك الحياة مثلما يتطلع المشاهدون أيضاً لمعايشة أحداث روافد الفن والثقافة من خلال المذكرات وتحويلها إلى عمل تلفزيوني.

إن أهمية فاتن حمامة الفنية والثقافية والسينمائية ليست شيئاً عادياً فإلى جانب تجربتها الفنية الغزيرة التي تركت أثراً عميقاً في السينما المصرية فإنها كانت من النساء المصريات اللاتي نهضن بمهمة الدفاع عن حقوق المرأة المصرية في الفيلم السينمائي الشهير «أريد حلاً» عام 1975، وفيه تركيز على ضرورة مساواة المرأة مع الرجل أمام القانون وهو الفيلم الذي نال جوائز عديدة من منظمات نسائية عالمية كانت أولاها منظمة نساء الاتحاد السوفياتي.

عندما بدأت فاتن حمامة عملها في السينما المصرية كان النمط السائد للتعبير عن الشخصية النسائية للمرأة العصرية في الأفلام يمشي على وتيرة واحدة وكانت المرأة في أفلام ذلك الوقت إما بورجوازية غير واقعية تمضي معظم وقتها في نوادي الطبقات الراقية، وإما تطارد الرجال أو بالعكس. وأيضاً كانت هناك نزعة لتمثيل المرأة كسلعة جسدية لإضافة طابع الإغراء لأفلام ذلك الوقت وكان معظم الممثلات في ذلك الوقت يُجدن الغناء أو الرقص.

احتفلت فاتن حمامة الملقبة بسيدة الشاشة العربية في السابع والعشرين من أيار/مايو بعيد ميلادها السادس والسبعين وهي تعتبر من قبل الكثيرين علامة بارزة في السينما العربية حيث عاصرت فاتن حمامة عقوداً طويلة من تطور السينما المصرية وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة في السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940.

قبل مرحلة الخمسينيات ظهرت فاتن حمامة في 30 فيلماً ولكن المخرجين كانوا يسندون إليها دور الفتاة المسكينة البريئة الضعيفة دائماً أو الضحية دائماً أو المغدورة دائماً ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات. بدأت حمامة في الخمسينيات ونتيجة التوجه العام في السينما المصرية نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع، ففي فيلم «صراع في الوادي» (1954) جسدت حمامة شخصية مختلفة لابنة الباشا فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثري وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء والمسحوقين وقامت بمساندتهم وفي فيلم «فاطمة» (1952) مثلت دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن أن للنساء دوراً يوازي دور الرجال في المجتمع. وفي فيلم «إمبراطورية ميم» (1972) مثلت دور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب. وفي عام 1988 وفي رائعة خيري بشارة «يوم حلو ويوم مر» تلعب دور أرملة في عصر الانفتاح والمبادىء المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباء ثقيلة جداً دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو لتمسح ذاكرة اليوم المر.

يرى معظم النقاد أن حمامة وصلت إلى مرحلة النضج الفني مع فيلم «دعاء الكروان» (1959)، هذا الفيلم الذي اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية وكانت مستندة إلى رواية لعميد الأدب العربي طه حسين وكانت الشخصية التي قامت بتجسيدها معقدة جداً من الناحية النفسية، ومن هذا الفيلم بدأت حمامة بانتقاء أدوارها بعناية فتلا هذا الفيلم «نهر الحب» (1960) الذي كان مستنداً إلى رواية ليو تولستوي الشهيرة آنا كارنينا، وفيلم «لا تطفىء الشمس» (1961) عن رواية إحسان عبد القدوس، وفيلم «لا وقت للحب» (1963) عن رواية يوسف إدريس.

في عام 1996 أثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها تم اختيار فاتن حمامة كأفضل ممثلة وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلماً من أحسن ما أنتجته السينما المصرية. وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة، وفي عام 2000 مُنحت جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتّاب والنقاد المصريين وُمنحت وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001.

رافقت عودة الفنانة فاتن حمامة للعمل الفني بعد غياب طويل ضجة إعلامية حيث شاركت في المسلسل التلفزيوني «وجه القمر» (2000) الذي عرض على 24 قناة فضائية ومحطة تلفزيونية عربية والذي انتقدت فيه العديد من السلبيات في المجتمع المصري من خلال تجسيدها شخصية مذيعة كبيرة في التلفزيون وكان في المسلسل تعاطف مع الانتفاضة الفلسطينية عبر مشاهدة أبطال المسلسل للأحداث على أرض فلسطين على شاشات التلفزيون وتأييدها. ولدت فاتن أحمد حمامة في 27 أيار/مايو 1931 في المنصورة عاصمة الدقهلية في مصر حسب سجلها المدني لكنها وحسب تصريحاتها ولدت في حي عابدين في القاهرة وكان والدها موظفاً في وزارة التعليم في مصر..

الصفحات