كتاب " مشاهدات في السينما العالمية " ، تأليف جاسم المطير ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب مشاهدات في السينما العالمية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مشاهدات في السينما العالمية
متى نشاهد دراما عبد الكريم قاسم على الشاشة التلفزيونية..؟
صار فنانون كثيرون يتلذذون بمذاق إنتاج المسلسلات التي تتناول حياة الزعماء العرب وصراعاتهم الناتجة عن طريقتهم في العيش وطريقتهم في الحكم. الأخبار الواردة من القاهرة تؤكد أن هناك جهوداً فنية تعدّ الآن لحشد الإمكانيات من أجل إنجاز مسلسل عن الرئيس المصري جمال عبد الناصر ليتم عرضه على الشاشات الفضائية في شهر رمضان القادم.
كاتب سيناريو المسلسل الجديد هو يسري الجندي.
يبدأ تصويره خلال الأيام القليلة القادمة، وقد قيل إن المسلسل الناصري يأتي رداً على مسلسل «الملك فاروق» الذي أنتجته قناة MBC .
كان مسلسل «الملك فاروق» الذي أذيع في رمضان الماضي قد لاقى نجاحاً جماهيرياً هائلاً، وتناوله محللون سياسيون وتاريخيون كبار بالتعليق، ووصفوه بأنه وثيقة هامة تعيد الاعتبار لآخر ملوك أسرة محمد علي التي حكمت مصر، ولنظامه السياسي الذي تميز بالليبرالية والديمقراطية.
انتهى يسري الجندي من كتابة المسلسل الضخم «جمال عبد الناصر» كما صرح للعربية نت، وهذا المسلسل يحكي سيرة ذاتية للرئيس الراحل، تبدأ منذ طفولته، ويتناول الفترة التاريخية نفسها التي شهدها الملك فاروق، ويجري الآن التجهيز له واختيار الممثلين وسوف يبدأ تصويره قريباً لمصلحة التلفزيون المصري، ويقوم بإخراجه محمد فاضل.
قال يسري الجندي إن مشاهدته لمسلسل «الملك فاروق» جعلته يعيد النظر في بعض ما كتبه في سيناريو مسلسل «عبد الناصر» خاصة أن الأخير يتعرض للفترة التاريخية نفسها. وأضاف أنه لم يترك أي كتاب أو مرجع تكلم عن عبد الناصر إلّا واجتهد في قراءته، سواء اتفق مع سياسة عبد الناصر أو كان ضده، مؤكداً أنه استعان بمراجع روسية وهندية وإنكليزية تناولت حياة الرئيس الراحل.
يبدأ المسلسل من فترة طفولة عبد الناصر في الثامنة من عمره، وهي المرحلة التي بدأ يتشكل فيها وعيه، وكيف تأثر بوفاة والدته التي كان متعلقاً بها للغاية. وأيضاً كيف تشكل وعيه ضد الاحتلال الإنكليزي من خلال مشاهدته لحادثة صدم سيارة جيب إنكليزية فتاة مصرية، ولم يتحرك أحد لإنقاذ الفتاة أو القبض على سائق السيارة.
يؤكد كاتب السيناريو الجديد أنه تناول فترة كان العالم العربي ومصر يمران بمرحلة مخاض عنيف تستدعي إلقاء الضوء على تلك الفترة بمزيد من الاهتمام والدقة، وأن نركز على دور الشعوب، مما يستدعي من الكاتب ومؤلف الدراما التاريخية مراعاة الضوابط التي تحكم استلهام التاريخ لكتابة الدراما.
أضاف في حديثه الصحفي أن كاتب الدراما التاريخية ليس مؤرخاً، لكنه مطالب وهو يقدم تفسيره ورؤيته، أن تكون إحاطته شاملة للواقع الذي يسرد أحداثه خلال الفترة التاريخية التي يتحدث عنها، وأن يستحضر كل ملابسات تلك الفترة.
أرجع يسري الجندي النجاح الجماهيري الهائل لمسلسل الملك فاروق «للإحساس بالإحباط من الواقع الذي نعيشه، فنحن نمر بلحظة تردٍّ شديدة، فمن قال إنه حقق نجاحاً لأنه يحمل إسقاطاً على واقعنا المعاصر، يريد أن ينفي أي إدانة عن ثورة يوليو قد يكون المسلسل قد حملها في بعض ثناياه. ولكن المرحلة التي نعيشها ليست مرحلة ثورة يوليو، بل على العكس هي المرحلة التي مسخت كل ما يتعلق بمرحلة يوليو، فتجربة ثورة يوليو من التجارب التي يجب أن نلتفت إليها بشكل جدي ومحايد وهذا ما أريد قوله في مسلسل «عبد الناصر» والذي كتبت فيه كل ما للثورة من إيجابيات، وكل ما عليها من سلبيات دون تحيز أيديولوجي».
سنظل نحن العراقيين مثل كل الشعوب العربية بانتظار شهر رمضان المبارك عام 2008 لمشاهدة هذا المسلسل ــــــ شاهدنا من قبل فيلم «ناصر 56» عن تأميم قناة السويس ــــــ عن فترة من حياة الشعب المصري كان فيها الكثير من الإثارة والجراح والمنجزات، والطمأنينة والخوف، ومحن الحروب والهزائم، ولعل هذا المسلسل يحرك الفضائيات العراقية والفنانين العراقيين عسى أن يفكروا في إنتاج عدد من المسلسلات عن الأنواع الحية في أحداث التاريخ العراقي من خلال تناول حياة الزعيم عبد الكريم قاسم والتجارب السياسية الكثيرة التي سبقت ثورة 14 تموز/يوليو (3 ملوك حكموا العراق) أو أعقبتها (4 رؤساء حكموا العراق لغاية نيسان/أبريل 2003).
في الحقيقة أنه لا يوجد خط فاصل في الدراما التي عاشها الشعب العراقي طيلة القرن العشرين إلّا ما ندر.
هل ننتظر فناناً عراقياً يبدأ بمبادرة العبور السياسي في ضفاف الفن التلفزيوني لوضع بعض أجزاء التاريخ العراقي في منظومة الدراما كجزء من شبكة الحياة الثقافية ــــــ السياسية العراقية المترابطة..؟
بصرة/لاهاي في 26/11/2007