أنت هنا

قراءة كتاب حمى الاستهلاك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حمى الاستهلاك

حمى الاستهلاك

كتاب " حمى الاستهلاك " ، تأليف سحر سهيل المهايني العظم ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر  عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر:
الصفحة رقم: 3

ما الغرض من تناول كتاب الأفلونزا؟

بداية، طلبت مني الأخت الفاضلة السيدة «هدايت سالم»، أن أقوم بترجمة كتاب الأفلونزا ـ الذي تلقته هديةً من ولدها ـ لتبني عليه بحثاً جديداً يتعلق بانتشار ظاهرة الاستهلاك في بلادنا، الموضوعِ الذي شغل بالها فترة طويلة وكتبت حوله بحثاً ضمن كتاب نشرته «دار الفكر» عام 2003 تحت عنوان: «مشكلات في طريق النهوض».

وما إن أنهيت المهمة المنوطة بي وقدمت لها ترجمة لفحوى كتاب «الأفلونزا» حتى أعادته لي، وأصرت أن أقوم بكتابة رؤيتي عن الآثار السلبية التي خلفتها ثقافة الاستهلاك المادية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

لقد حملها إخلاص العمل لله والغيرية والخيرية المتأصلة فيها أن تمنح فرصة التأليف لواحدة ليس لها أي باع في الكتابة [اللهم إلا مقالات كنت أكتبها لمحاضرة هنا أو هناك].

وحين تجد المرأة من يثق بها ويحفز مواطن القدرة الكامنة لديها، فإن هذا كفيل بشحذ همتها وإرادتها لتبدأ العمل.

وكذلك إذا ما وَجَدَتْ شريك حياتها واقفاً معها على أرضية مشتركة من القيم والقناعات ويتطلع معها إلى ذات الغايات، ويدفع بها إلى خوض تجربة لا مفر معها من الاستغراق المفضي إلى التقصير بالواجبات الأسرية، فإن هذا يُسقط كل الأعذار والمثبطات المانعة للعمل.

وإذا ما وجدت داراً متميزة للنشر مثل «دار الفكر»، يؤمن مديرها العام بأهمية إحياء الثقافة والفكر، وإعطاء كل من يريد النهوض بحاضره فرصة نشر أفكاره، فإن هذا سبب كافٍ لحملها على بذل مزيد من الجهد لإنجاز العمل، طمعاً بأن يكون كتابها واحداً من إصدارات تلك الدار الغنية هي ومديرها عن أي وصف وتعريف.

بداية أُصبت بالإرباك، فلو كانت الترجمة وحدها مناط عملي لكان الأمر سهلاً نسبياً، أما أن أبني على ترجمتي فصولاً أقوم فيها بالربط «الأفقي» بين واقع الثقافة الغربية الاستهلاكية ووقعها على عالمنا العربي والإسلامي، والربطِ «العمودي» بين الخلل والاختلال في الأرض، وبين إخلال الإنسان وانتهاكه ميزان الله في السماء... فذلك ما لم يكن من السهولة بمكان، إلا أن كتاب «الأفلونزا» بعمق موضوعه، وأهمية مضمونه، وأسلوب عرضه النقدي الساخر، قد استهواني فكان القاعدةَ التي انطلقت منها إلى الغاية التي أريد.

وارتأيت أنه من الأفضل منح القارئ العربي فرصة الاطلاع على كتاب «الأفلونزا» من خلال ترجمة شمولية لمضمون وروح فكر الكاتب [مشيرة إلى رقم الصفحة عند الترجمة الحرفية]، ليبني القارئ عليها رؤيته وقناعته الخاصة[4].

أما رؤيتي التحليليةُ المقارِنة والناقدة التي وضعتها مقابل كل فصل من فصول الكتاب المترجم، فكانت تحت عنوان: «نحن والآخر في الميزان».

ورؤيتي لا تفترض الصواب ولا تلزم أحداً بها؛ فالفهم قابل دوماً للتبديل والتصويب؛ فإن أخطأت فمن نفسي، وإن أصبت فبما وفقني إليه ربي.

الصفحات