كتاب " حمى الاستهلاك " ، تأليف سحر سهيل المهايني العظم ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب حمى الاستهلاك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حمى الاستهلاك
حوارٌ.. ولكن
التفتُّ إلى ضيفي، وقلت: هل تعلم أن «محمد أسد» قد زار دمشق قبل منتصف القرن الماضي، وتحدث عن انطباعاته حولها في كتابه: «الطريق إلى مكة»؟
[الضيف: صامت].
يقول محمد أسد: «لقد وقفت على ذلك الاستقرار الروحي في حياة سكانها، إن أمنهم الداخلي يمكن أن يرى في الطريقة التي كان أصحاب الدكاكين يعاملون بها بعضهم بعضاً، أولئك التجار في الحوانيت الصغيرة، كانوا يبدون وكأنما ليس فيهم أيما قدْرٍ من الخوف والحسد، حتى إن صاحب دكان منهم، يترك دكانه في عهدة جاره، كلما دعته حاجة إلى التغيب لبعض الوقت، وما أكثر ما رأيت زبوناً يقف أمام دكان غاب عنه صاحبه، فيتساءل الشاري فيما بينه وبين نفسه إذا ما كان عليه أن ينتظر عودة البائع أو ينتقل إلى الدكان المجاور، ليفاجأ بالتاجر المجاور ـ المنافِس ـ يسأله عن حاجته ويبيعه ما يطلب من البضاعة ـ لا من بضاعته هو ـ بل من بضاعة جاره الغائب، تاركاً له الثمن على مقعده! أين؟ أين في أوروبة يستطيع المرء أن يشاهد مثل هذه الصفقة؟!»[10].
[الضيف: صامت].
قلت: كم يُعجب المرء بأسلوبكم العلمي القائم على المسح والإحصاء لتحديد حجم وأبعاد المشكلة، وخفت أن يسألني: «ماذا عن عمل مؤسسة الإحصاء وخريجي كلية الاجتماع في بلادكم؟» ـ فأتيهُ عن الجواب...! ولكن ضيفي ما زال ـ بحمد الله ـ صامتاً.
قلت: أتدري؟ لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإحصاء قبل 1400 عام.
فقد روي عن حذيفة بن اليمان أنه قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحصوا لي كم يلفظ الإسلامَ، قال حذيفة: فكتبنا له ألفاً وخمس مئة رجل»[11].
[الضيف: مستغرقٌ في الصمت].
آه... نسيت... جليسي لا يتحدث العربية.