أنت هنا

قراءة كتاب التشرد وانحراف السلوك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التشرد وانحراف السلوك

التشرد وانحراف السلوك

كتاب " التشرد وانحراف السلوك" ، تأليف لمياء ياسين الركابي ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

الأجهزة العاملة في مجال رعاية الإحداث

تتنوع الأجهزة والمؤسسات المتخصصة والمعنية بالتعامل مع الإحداث الجانحين ، فأول جهاز يحتك به الحدث الجانح هو جهاز الشرطة الذي يتولى في العادة عملية إلقاء القبض وإجراء التحقيق الأول مع الحدث ، والجهاز الثاني الذي يحتك به الحدث هو قاضي التحقيق الذي يقوم باستكمال إجراءات التحقيق ويتخذ القرارات الخاصة بالتوقيف وبالإحالة وفي حالة صدور قرار بتوقيف الحدث فانه يحتك بدار الملاحظة بوصفها المكان المعد لتوقيف الحدث والتحفظ عليه وبمكتب دراسة الشخصية ، بعدها يحال الحدث إلى المحكمة التي تتولى إصدار قرار الحكم ان توافرت لديها القناعة بذلك حيث يتم بموجب هذا القرار إيداع الحدث في المؤسسة المختصة لقضاء مدة المحكومية ، وعند الإفراج عنه فأنه يحتك بالحلقة الأخيرة في سلسلة حلقات التعامل مع الحدث وهي الجهة القائمة على الرعاية اللاحقة ، ويبدو من تعاقب مجموع هذه الاجهزة في التعامل مع الحدث الجانح ، ان ردود الفعل التي يحتمل ان تثيرها تعامل البعض من هذه الأجهزة قد يفسد العملية الإصلاحية والعلاجية برمتها او قد يعوقها في احسن الأحوال.

لا يبالغ الكثيرون بالقول ان لمفهوم المعاملة المؤسسيه الخاصة بالإحداث الجانحين معان متعددة بقدر عدد الأشخاص الذين يطبقونها من الناحية الفعلية ,وبدون شك ان تحقيق هدف الإصلاح يتطلب وجود كوادر رسمية وغير رسمية مؤهلة تتسم بالتنوع والتخصص والرغبة في العمل والقدرة على التعامل مع الإحداث بتوظيف واستخدام معطيات العلوم والميادين المختلفة ,ووفقاً لهذا المنطلق أكدت غالبية التشريعات على ضرورة وجود أجهزة وجماعات ذات تخصص تنظر في قضايا الإحداث الجانحين بوصفهم يشكلون فئة معينة من الفئات ذات السلوك المنحرف التي تحتاج لمعاملة خاصة ، مثل وجود جهاز الشرطة خاص بالإحداث ، ومحاكم خاصة للنظر في قضاء الإحداث ، وقضاة متخصصون ، الى غير ذلك من الأجهزة والمؤسسات العاملة في مجال الإحداث, لان العاملون داخل مؤسسات الإيداع او العاملون خارج تلك المؤسسات كمراقب السلوك يمارسون عملاً فنياً قائماً على الخطوات العلمية والدراسة المستفيضة في مجال الجنوح والانحراف, وبدون ان تشكل تلك الأجهزة والتخصصات حلقات مترابطة في العمل ، لن يستطيع القانون وحده او مواده او إجراءاته من تحقيق تلك الأهداف ، وبدون أشخاص يترجمون تلك القوانين والسياسات بصورة ناجحة وتؤدي الغرض المنشود منها وهو إصلاح وتأهيل الحدث الجانح ، وسنشير إلى تلك الأجهزة والتخصصات تباعاً لهذا الفصل للتعرف عليها.

الصفحات