أنت هنا

قراءة كتاب التدابير الحدودية لحماية الملكية الفكرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التدابير الحدودية لحماية الملكية الفكرية

التدابير الحدودية لحماية الملكية الفكرية

كتاب " التدابير الحدودية لحماية الملكية الفكرية " ، تأليف شيروان هادي إسماعيل ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

المطلب الأول : نشأة الملكية الفكرية و تطورها التاريخي وأهميتها

نقسم هذا المطلب إلى فرعين، نتناول في الفرع الأول النشأة التاريخية للملكية الفكرية وتطورها، ونخصص الفرع الثاني لأهميتها وتأثيراتها على نواحي الحياة المختلفة.

الفرع الأول: نشأة الملكية الفكرية وتطورها التاريخي

في هذا الفرع نتناول نشأة الملكية الفكرية في بعض الحضارات القديمة، والتي نشأت فيها الملكية الفكرية عبر التاريخ، ومن ثم نتعرض الى تطورها والى تنظيمها في قوانين بعض الدول وفي بعض الاتفاقيات الدولية، وذلك في الفقرات التالية.

أولاً: نشأة الملكية الفكرية

لم يتوقف العقل عن الإبداع منذ أن خلق الله آدم وحباه بنعمة العلم وعلَّمه ما لم يعلم، حيث قال تعالى في كتابه الكريم (وعلم آدم الأسماء كلها)([2]). وسعى الإنسان قديماً إلى توظيف الطبيعة لتوفير حاجاته الضرورية من مأكل وملبس ومسكن، والتي كانت بدائية وبسيطة في الأصل، حيث كان الإنسان يعتمد في صنع حاجاته من الآلات والأدوات على الحجارة والخشب والقرون والأصداف والعظام، إلا ان الإنسان استطاع تطويرها بالممارسة والتجربة، وكان ينقل أمتعته بنفسه ثم أخذ يستخدم الحيوانات في سبيل ذلك إلى أن استطاع صناعة العربة التي تجرها الحيوانات. وأستمر في الإنجاز والإبداع، وصنع ما يلزمه في مسيرة حياته وأخذ ذلك يتطور شيئاً فشيئاً الى أن وصل إلى ما هو عليه من تقدم ورفاهية([3]).

تعد الحضارة السومرية من أقدم الحضارات التي عرفها التأريخ البشري، ويعد السومريون من أقدم الشعوب العريقة حيث ابتدعوا الكتابة بأشكالها المختلفة كالكتابة الصورية والمسمارية، ويعد اختراع الكتابة قبل خمسة آلاف سنة بداية لما يعرف بالعصور التاريخية([4]). والكتابة هي أهم محصلة حضارية حققها الإنسان، إذ كان لها الدور في تدوين تأريخ البشرية ولولاها لما استطاع الإنسان نقل علومه وتراثه من السلف إلى الخلف([5]). كما وان الآثار المتبقية تدل على ان هذه الحضارة اشتهرت بفنون أخرى مثل فن الرسوم الجدارية الملونة وفن النحت على الصخور وعلى الأواني المصنوعة من الفخار والمرمر وفن العمارة([6]).

كما تدل الحفريات الأثرية على ان الحضارة الفرعونية قد اشتهرت أيضاًًًًًًًً بأنواع مختلفة من الفنون كالرسم والنحت والعمارة، حيث ان آثارها تدل على وجود فنانين مبدعين كانوا يعبرون من خلال رسومهم ونحوتهم وأبنيتهم عن مظاهر حضارتهم القديمة وحياتهم السياسية والاجتماعية والدينية والقانونية([7]). وان تمثال (أبي الهول) أكثر الأمثلة حضوراً في الأذهان والذي يدل على مواهب إبداعية أصيلة لدى صانعه([8]).

وان الحضارة الصينية العريقة عرفت صناعة الورق والذي يعتبر حدثاً هاماً في حياة الصينيين وكان له أثر كبير في نشر الإنتاج الفكري. كما ان الصينيين هم أول من عرفوا بعض طرق الطباعة في عصور مبكرة واستعملوا قوالب الحروف الخشبية لغرض الطباعة في القرنين السابع والثامن، ولم يقفوا عند هذا الحد بل قاموا بتطوير فن الطباعة في الفترة مابين (1048-1401) بابتكار الحروف المتحركة والطباعة بالحروف الملونة([9]).

الصفحات