أنت هنا

قراءة كتاب الدراما النسائية في المسرح العربي الحديث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدراما النسائية في المسرح العربي الحديث

الدراما النسائية في المسرح العربي الحديث

كتاب " الدراما النسائية في المسرح العربي الحديث  " ، تأليف رؤذان أنور مدحت ، والذي صد عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 9

المرأة في المسرح

تحدثنا عن الشاعرات و الروائيات و القاصات، والآن نأتي الى الحديث عن المرأة مسرحيةً، و قد رتبناه هكذا بحسب الترتيب الواقعي، أي المراحل التي مرت بها كتابة المرأة. فهي كتبت الشعر ثم القصة و الرواية ثم المسرحية. و سنقسم المرأة في المسرح على المرأة المؤدية (الممثلة)، ثم الكاتبة، لأنها بدأت بكتابة المسرحيات في وقت متأخر جداً، و لم تبرز في هذا المجال أسماء بارزة، كالتي برزت في دنيا الشعر و الرواية، فالمسرح يسمى فن الرجال، لأن أبرز الأسماء كانت و لا تزال للرجال.

نحاول هنا الكتاب في أسباب غياب المرأة في دنيا المسرح، فالمرأة واجهت كثيراً من المشكلات حين دخولها في هذا العالم ففي البداية حاولت أن تكسر قيودها العائلية و الاجتماعية لتمثل بنفسها دورها على الخشبة. و كما ذكرنا أن المسرح نشأ عن بعض الطقوس الدينية، و الرقصات و الأناشيد التي كانوا يؤدونها تكريماً للآلهة، و المؤدون سُميُ الكهنة.([24])و الكهنة كانوا يرفضون المسرحيات غير الدينية، و أصلاً اتجهوا الى تمثيل الطقوس الدينية عندما شاهدوا تحمس الراهبات و الرهبان لقراءة مخطوطات قديمة فيها مشاهد من المسرح للكتاب أمثال "بلوتوس" و "تيرانس" الاتينيين، و حاولوا محاكاتها([25])، وهنا حاول الكهان تأسيس مسرحيات أو مشاهد دينية كي لا يتجه الرهبان الى هذا النوع من القراءة و المحاكاة. و كانت الطقوس أو المشاهد التي يؤدونها تمثل فيما بينهم، و كانت تؤدّى من لدن كاهن أو شخص واحد يجلس و يروي المشهد الديني، و باقي الرهبان يرددون المقاطع الجماعية الدينية. و بعد ذلك تطور و أصبح التمثيل بين شخصين ثم أكثر فأكثر، و لكن المؤدين كانوا من الرهبان أي الرجال، و عندما تطورت هذه المشاهد الدينية و أصبحت تتداول بين العامة أيضاً، كان المؤدي رجلاً أيضاً، و ظهرت محاكاة غير دينية و المؤدي بقى رجلاً، و حتى المشاهدة لم تكن مسموحةً للمرأة، سواء أكانت المسرحية دينية ام غير دينية، و الحقيقة ((ان اصحاب الأديان السماوية استهجنوا المؤدين- سواء أكانوا ذكوراً أم اناثاً- الذين يقومون بأداء المسرحيات غير الدينية حتى و ان كانت هادفة))([26]).

فبأسم الدين منع الكهان و الرهبان أن تؤدي المرأة أو تشاهد المسرح، و بما أنهم كانوا يتحدثون باسم الله، و المجتمع يعوم في الجهل و الأمية و الفقر فقد صدقوا كل ما يقال لهم باسم الله اي بأسم الدين او بأسم العادات و التقاليد، و هكذا بُنيت التقاليد المسرحية على أساس الدين، او على أساس الفهم الخاطئ للدين، و استغلال الناس بأسم الدين.

فأمتنعت المرأة عن الايداء، و في المسرح الاغريقي كان الرجال هم الذين يؤدون أدوار النساء، ف"سوفوكليس" ([27]) كان يؤدي دور "الكترا" ([28]) في أثينا، مستخدماً القناع.([29])

و حتى قناع المرأة لم يكن موجودا و ((فرينكيوس، أول من أدخل العنصر النسائي في المسرحية، و ليس معنى ذلك أنه جعل النساء على المسرح، و انما أعطى قناع النساء للمؤدي حيث لم يكن يسمح قبل ذلك بظهور العنصر النسائي))([30]) اذن المسرح كان فن الرجال من التمثيل و المشاهدة و الكتابة، و لكن ليس منذ البداية، بل حورت هكذا. و التناقض هنا هو في وجود المرأة داخل النصوص و المشاهد المسرحية في هذا الفن الرجالي، و هذا ما أثار ثائرة المرأة فيما بعد.

الصفحات