أنت هنا

قراءة كتاب المكان في الشعر الأندلسي (من الفتح حتى سقوط الخلافة 92هـ -422هـ)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المكان في الشعر الأندلسي (من الفتح حتى سقوط الخلافة 92هـ -422هـ)

المكان في الشعر الأندلسي (من الفتح حتى سقوط الخلافة 92هـ -422هـ)

كتاب " المكان في الشعر الأندلسي (من الفتح حتى سقوط الخلافة 92هـ -422هـ) " ، تأليف محمد عبيد السبهاني ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 3

فالتمهيد تضمن الحديث عن المكان بمعناه اللغوي ثم بمعناه الفلسفي بشكل مختصر وبسيط يمهد للوصول إلى مضمون الرسالة، ثم الجزء الآخر من التمهيد فكان عن المكان في النص الأدبي عبر العصور من الجاهلية حتى العصر العباسي، فهذه العصور شهدت تطورا في الأمكنة، وشهدت عدة شعراء نظروا إلى المكان كلا حسب فكره ومشاعره وأحداثه، فضلا عن أهمية المكان والغرض الشعري ودلالات هذا المكان وهذا أمر من شأنه أن يمد فصول الدراسة بما هو نافع ومفيد كما أنها تيسر عمل الموازنة بين النصوص التي استقيناها من هذه العصور، وبين ما سنحلله ونقف عنده من نصوص شعرية أندلسية.

تضمن الفصل الأول فاعلية المكان في الغرض الشعري، فهذه الفاعلية جديرة بالاهتمام فقد تشكل المكان مع غرض الغزل والمديح والرثاء والفخر، وقد ربط البحث من خلال المكان بين النص الشعري وبين الشخص الممدوح وهكذا مع مقدمات القصائد الغزلية وقصائد الرثاء والوصف، وكل هذه الارتباطات لها عناية فائقة بالمكان، أو بأحد أنماطه أو مدلولاته.

وأما الفصل الثاني فقد تناول موقف الشاعر الأندلسي من المكان، حيث إن للمكان وطأته وإرهاصاته التي لا تخفى على الكثيرين، وبالتالي فهي غير خافية على الشاعر الحاذق ما أحس اغترابا أو ألفة أو عداء. فكان هذا الفصل يحوي مباحث ثلاثة هي المكان المحبب (الأليف)، والمكان المرفوض (المعادي)، والغربة المكانية والحنين، إذ رأيت أنها تنبثق من نصوص الشاعر الأندلسي التي وضع الباحث يده عليها والتي شكلت مادة جيدة في استنطاق الظاهرة المكانية، وتبين أهميتها، وتكشف مدلولاتها.

في حين جاء الفصل الثالث ليحتضن الدراسة الفنية وليحوي كل تلك المناحي التركيبية والصوتية التي تكلمنا عنها في التمهيد، وليبرز أثر المكان على النص الشعري الأندلسي من الناحية الفنية، كما نعتقد أننا برزنا أهميته في النواحي الموضوعية، واشتمل الفصل على المباحث الآتية:

المبحث الأول: المكان واللغة الشعرية وفيه تم الحديث عن المكان ودوره في تشكيل النص الشعري منطلقين من حيثيات أن المكان بنية حية متحركة وجزء أساس من بنية العمل الفني.

أما المبحث الثاني فقد ضم الحديث عن المكان والصورة وشمل الحديث عن ماهية الصورة المكانية ووسائل تشكيلها من خلال أساليب البيان، وكان الحديث مهتما بإبراز الجوانب الفنية للنص الشعري الأندلسي الذي يوثق الظاهرة المكانية، وعم الاهتمام بهذه الجوانب الفنية أكثر من النظر العلمي، أو البحث في زوايا فكرية لا تهم البحث بل تساعد على إطالته بلا جدوى أو فائدة.

وانصبت دراسة الكاتب في المبحث الثالث على الظواهر الصوتية استكمالا للجوانب الفنية للفصل والدراسة، وقد وقف الباحث على الإيقاع الخارجي والمتمثل بالوزن والقافية، والإيقاع الداخلي والمتمثل بالتكرار والجناس والترصيع والتضاد، فكلما وثقت الظاهرة المكانية وبينت أثرها، كلما تركت إيقاعا مؤنسا للشاعر الأندلسي الذي استخدمها استخداما واعيا وجديا.

أما الخاتمة فكانت خلاصة ما أفرزه من نتائج. ومن ثم لا بد من الإشارة إلى المصادر التي استقى منها مادته العلمية والفكرية فهي كثيرة ومتنوعة يمكن إدراجها تحت الشعب الآتية:

الأولى: الدواوين والمجموعات الشعرية وهي كثيرة منها ديوان الغزال (ت:250هـ) وديوان ابن عبد ربه (ت:328هـ) وديوان ابن هانئ (ت:362هـ) ... الخ.

والثانية: الطبقات وكتب التراجم ومنها جذوة المقتبس للحميدي، وبغية الملتمس للضبي، والذخيرة لابن بسام ونفح الطيب للمقري .... وغيرها.

ثم الرسائل والأطاريح الجامعية، ففيها الكثير من الطروحات النقدية والعلمية ولا سيما تلك التي تختص بموضوعنا – المكان – فقد كان لها فضل السبق فيما تضمنته من معلومات وتوصلت إليها من نتائج فضلا عن البحوث والمقالات ففيها الشعر المجموع، وفيه الدراسة الفنية المبسطة، ومنها النظرة الموضوعية الدقيقة.

وبعد: فأرجو أن يكون هذا الجهد مقبولا ومحمودا ولا يسعني في نهاية هذه المقدمة إلا أن أوجه الشكر الجزيل، والامتنان الكبير لأستاذي ومشرفي د. محمد شهاب العاني، لما أولاني من رعاية كريمة، وعناية عظيمة سهلت مسيرة البحث ووصوله نحو الخير والصواب، فجزاه الله عني وعن أهل العلم خير الجزاء.

ولي في ملاحظات أساتذتي أعضاء لجنة المناقشة وتصويباتهم ما يقوم هذا الكتاب ويوصله إلى بر الأمان خاليا من الهنات والسقطات، فأرجو من الله – سبحانه – أن يشملهم بعنايته الربانية ورحمته التي وسعت كل شيء، والله أسأل أن يلهمني السداد في القول والعمل، إنه سميع الدعاء.

الصفحات