أنت هنا

قراءة كتاب التربية البيئية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التربية البيئية

التربية البيئية

كتاب " التربية البيئية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 2

نظرة عامة

يتصف الإنسان بمجموعة من الخصائص الحيوية التي تميزه عن مختلف أشكال الحياة الأخرى، ويشكل التعلم خاصية فريدة عملت على تطويره منذ بدء الخليقة في سعيه للتعامل مع البيئة ”والتي تعني“ مجموعة الظروف والعوامل والمكونات التي تتفاعل معها الكائنات الحية بما فيها الإنسان في حيز معين وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها والتي عاش وما زال يعيش فيها، وتباين هذا التعامل واختلفت أشكاله وصوره من عصر إلى آخر. وأيقن الإنسان أخيراً أنه أصبح المؤثر والمتأثر بمختلف أنواع القضايا البيئية وإدراك مقدار الضرر الذي أحدثه فيها.

فرغم أن الحضارة البشرية الحالية تعتبر في مرحلة الطفولة لعمر الأرض وتتضح حداثتها إذا علمنا أن أقدم الحضارات المعروفة لدينا لا يتجاوز عمرها "5000" سنة، ورغم ذلك فقد عمل الإنسان منذ وجوده على الأرض على استغلال مواردها الطبيعية لبناء حضارته الحالية. ألا أن كثرة استغلاله لهذه الموارد قد زادت بصورة مذهلة عبر القرون، حتى بلغت ذروتها في القرن العشرين، فأثرت قدرتها على التجدد التلقائي، وأخلت بالتوازن الطبيعي للحياة، وجعلت الأنشطة الإنمائية التي تضع الاعتبارات البيئية في حسابها، تسهم في إلحاق الضرر بالبيئة الطبيعية، وتثير القلق حول أهمية المحافظة على مقومات الحياة على الكرة الأرضية، التي تتميز الموازين الطبيعية فيها بالحساسية والضعف.

وقد أخذ الوعي بأبعاد هذه المشكلة ينتشر بين المثقفين، واتضحت الحاجة إلى توفير المعلومات العلمية والتقنية والاقتصادية اللازمة لبيان الأساليب الواجب اتخاذها للمحافظة على ثروات الأرض.

وبدأت قضايا البيئة تأخذ اهتماماً واسعاً في السبعينات من القرن العشرين نتيجة للفكرة التي طرحها نادي روما، والتي أشارت إلى وجود محددات طبيعية للنمو الاقتصادي، وما تضمنه تقرير مستقبلنا المشترك الذي سمي أيضاً تقرير بروتلاند “Brutland Report” والذي أعد من قبل هيئة الأمم المتحدة للبيئة والتطوير في سنة 1987م من أن تلبية حاجات المجتمعات الحاضرة من الموارد يجب أن لا يضر بقدرات الأجيال القادمة في الحصول على حاجاتها، وحدد هذا التقرير دور التعليم البيئي النظامي وغير النظامي كأداة لتحقيق التنمية المستدامة، الذي يجب تضمينه في كافة مستويات المناهج للتأكيد على الإحساس بالمسؤوليات تجاه حالة البيئة كي يتعلم الطلبة ملاحظة البيئة وحمايتها ومراقبتها. إذ تشكل مجالات التعليم والتوعية والاتصال البيئي ركناً أساسياً من أركان طرائق حماية البيئة والمحافظة عليها.

الصفحات