أنت هنا

قراءة كتاب الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 )

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 )

الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 )

كتاب " الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 ) " ، تأليف حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل 

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 2

في ظل حصيلة هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة وتأثيراتها المختلفة جرت الانتخابات النيابية في بلادنا، حيث الإحباط والانكفاء ومقاطعة الانتخاب إلا من قبل فئتين من الأردنيين، واقع في نفوسهم الحماس نحو الانتخابات وهما:

أولاً: العشائر الأردنية التي تجد أهمية في عملية المشاركة وتجد في الانتخابات وسيلة لإبراز دور العشيرة والمشاركة في مؤسسة صنع القرار، ولهذا حرصت العشائر الأردنية كعادتها المشاركة بقوة وحماس بالانتخابات وقد ظهر ذلك جلياً عبر مظهرين أولهما التنافس الشديد داخل العشيرة الواحدة لإظهار أكثر من مرشح من العشيرة الواحدة وثانيهما تدخل العقلاء وأصحاب الرأي للضغط كي يكون هنالك مرشح إجماع واحد للعشيرة الواحدة.

ثانياً: حزب الإخوان المسلمين الذي قاطع انتخابات الدورة الماضية عام 1997، ولكنه عاد عن قرار المقاطعة بعدما لمس أهمية المشاركة، وأن المقاطعة تدفعه نحو العزلة والانكفاء والتراجع، فقرر المشاركة دون شروط متنازلاً عن شروطه المعلنة للمشاركة.

وبسبب هذا الحماس ارتفعت نسبة مشاركة الأردنيين في الوصول إلى صناديق الاقتراع وزيادة نسبة التصويت من 55.34% عام 1993 إلى 55.99% عام 1997 لترتفع عام 2003 لتصل إلى 58.9% وذلك يعود إلى ثلاثة أسباب أساسية هي:

أولاً: سهولة الإجراءات التي اتبعتها وزارة الداخلية في كيفية أداء الناخب حيث تمكنت الأسرة الواحدة مجتمعة من الإدلاء بأصواتها بمدارس مختلطة أقرب إلى مواقع سكناها، خلافاً للمرات السابقة حيث كانت تتطلب الأسرة الواحدة شبكة مواصلات لتأدية عملية الاقتراع وفق الأحرف الأبجدية الموزعة على مدارس الدائرة فكان رب الأسرة في مدرسة والأم في مدرسة ثانية والولد في مدرسة ثالثة والابنة في مدرسة رابعة حتى داخل المدرسة كان الناخب يتوه ليعرف اسمه في أي صندوق، وهي عملية معقدة حالت دون وصول الناخبين بيسر وسهولة إلى صناديق الاقتراع ومواقع تسجيل أسمائهم إضافة إلى وجود البطاقة الانتخابية المعيقة للانتخابات خلال الدورات السابقة، وهي إجراءات غيرتها الحكومة ووزارة الداخلية ودائرة الأحوال المدنية، وأدت إلى تغيير جذري في عملية الانتخابات وسهّلت العملية الإجرائية وساعدت الناخبين للتجاوب مع المرشحين وصولاً لصناديق الاقتراع.

ثانياً: مشاركة حزب الأخوان المسلمين في الانتخابات كحزب قوي فاعل له حضوره المادي والمعنوي ومصداقيته العالية وله مؤسساته المنتشرة وهيمنته على أغلبية مؤسسات المجتمع المدني من نقابات ومجالس طلبة الجامعات ولجان الزكاة وجمعيات الحفاظ على القرآن الكريم ونفوذه النسائي ومؤسساته المالية الاستثمارية أهلته لأن يلعب دوراً حيوياً في المجتمع المدني مستفيداً من تحالفه مع الحكومات الأردنية طوال الأربعين سنة الماضية حيث وفرت له الحكومات الوظائف والبعثات والمنابر وحرية العمل والتنظيم على حساب الأحزاب الأخرى الإسلامية والقومية واليسارية الممنوعة من العمل والدراسة والتوظيف، ولذلك جنى ثمار هذا التحالف بتعزيز موقعه ومكانته خاصة في ظل الحرب الباردة ومشاركته النشطة في حرب أفغانستان مع الأميركيين ضد السوفييت.

مشاركة حزب الأخوان المسلمين في الانتخابات هذا العام بعد مقاطعته للانتخابات للدورة الماضية عام 1997، وسعت من حجم المشاركة الشعبية، ورسخت القناعة لدى "الأخوان" وحلفائهم من الأحزاب بضرورة المشاركة لقناعة قيادته أن مشاركته في مجلس النواب أقوى له وأفضل وتشكل غطاءً سياسياً وشرعياً له وتمنحه القدرة على المناورة والشرعية والشراكة في مؤسسات صنع القرار كإحدى مؤسسات الدولة الأردنية.

الصفحات