أنت هنا

قراءة كتاب الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 )

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 )

الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 )

كتاب " الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 ) " ، تأليف حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل 

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 9

فشل الأحزاب اليسارية والقومية في الانتخابات النيابية والبلدية

لم يتواضع قادة أحزابنا اليسارية والقومية، ويعترفوا بالهزيمة وبعدم قدرتهم على إيصال أي مرشح من مرشحي "التيار الوطني الديمقراطي" الذي تكون من سبعة أحزاب و"55" شخصية سياسية، لم يتواضعوا ويقّروا بعجزهم عن المنافسة وأن "المصيبة" فيهم وليست بالحكومة أو بحزب الإخوان المسلمين.

فالحكومة مثلها مثل أي حكومة أخرى في هذا العالم سواء من العالم الديمقراطي المتطور الذي يعيش على تداول السلطة ويحترم مواطنة الإنسان، أو من العالم "النامي" المتخلف الذي ينجب العظام والقادة والفهمانين إلى الأبد، حيث لا ديمقراطية ولا تداول سلطة ولا احترام للمواطنين باعتباره أساس العملية الديمقراطية وباعتباره ممولاً للخزينة ودافعاً للضريبة، وحكومتنا الموقرة التي سجلت رقماً قياسياً في الضحك ليس فقط على شعبنا بل وعلى المنتخبين من أبناء شعبنا، ضحكت عليهم، وعلينا، وسجلت رقماً قياسياً في حصولها على الثقة بأربعة وسبعين صوتاً من الثمانين نائباً وسجلت رقماً قياسياً في عدد القوانين الاستثنائية وفي حل البرلمان، فهذه الحكومة ليس مستغرباً عليها دعم رموزها والموالين لها، لأن هذا الأمر طبيعي ومفهوم وسوي، ولماذا تعمل على عكس ذلك، ولمصلحة من؟ لمصلحة التيار اليساري أم لمصلحة التيار القومي أم لمصلحة حزب الإخوان المسلمين؟ ولذلك أستغرب استغراب الدكتور سعيد ذياب حينما يقول عن الحكومة أنها "تمكنت من إيصال عدد كبير من الرموز المتنفذة والأوساط القريبة منها للبرلمان من أجل ضمان السيطرة عليه" فهل هناك حكومة يا رفيق تعمل على عكس ذلك؟؟ وهل حكومة أبو الراغب يمكن لها أن تعمل عكس مصلحتها؟؟

لقد أفلح د. سعيد ذياب حينما علّل فشل الأحزاب اليسارية والقومية في الوصول إلى البرلمان بسبب عدم اقترابهم من الناس، وحاجتهم بالتالي لتلبية احتياجات المواطنين الأردنيين، لأنهم بحاجة للخدمة ولم يواسيهم في المصائب التي تهّل على رؤوسهم!

فالعلة ليست بقانون الصوت الواحد، فها هم الإخوان المسلمين يحققون نجاحات في الانتخابات النيابية والبلدية حتى في ظل الصوت الواحد وقانون البلديات المؤقت، العلة في الأحزاب وقياداتها التي تتراجع وتفشل وتنهزم أمام القوى الرجعية والمحافظة والتقليدية ودون توقف أو امتلاك شجاعة التقييم وشجاعة تشخيص الحالة قبل الإقدام على طرح الحلول والمعالجات لها.

كنت أتمنى من حزب يساري أو قومي واحد يتحدث عن الظلم والمس والإجحاف والتمييز الواقع على أردنيين دون أردنيين بسبب الأصل والمنبت والجغرافيا، فنجد التمييز الصارخ في عدد الناخبين في دائرة أضعاف الناخبين في دائرة أخرى، ونجد أن للدائرة الأولى مقاعد أقل من عدد مقاعد الدائرة الأخرى، وهذا أبرز تعبير رسمي عن غياب العدالة والمساواة بين الأردنيين.

الصفحات