أنت هنا

قراءة كتاب الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 )

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 )

الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 )

كتاب " الانتخابات وسيلة تعبير و أداة تغيير ( قضايا أردنية 2 ) " ، تأليف حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل 

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 5

حزب الإخوان المسلمين يمتلك العقيدة السياسية في مواجهة انحسار وتراجع وهزيمة التيارين السياسيين المنافسين له تاريخياً، وهما:

أولاً التيار اليساري الذي اضمحل بفعل هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة وسباق التسلح والمباراة الاقتصادية وأفغانستان، وقد تركت الهزيمة بصماتها القوية المذلة على دور الاتجاهات اليسارية والتقدمية ولم يعد لها مرجعية أو نموذج تستند عليه في مواجهة قوى الشر والرجعية والاستعمار.

أما التيار الثاني فهو التيار القومي الذي لم يقدم نموذجاً يحتذى ويشكل هادياً للآخرين، فلا التجربة الناصرية ولا تجربتي البعث في سوريا والعراق ولا تجربة القذافي ولا كذلك اليمن بجنوبه وشماله ولا الجزائر يمكن أن يشكل إدارة جذب حيوية أو الاسترشاد بها أو الاتكاء عليها في الوصول إلى حالة أرقى أو التسلل إلى مسامات الناس وتنظيم صفوفها على أساس التجربة القومية على امتداد الوطن العربي المثقل بالهموم، ولذلك لم يسجل التيار القومي نجاحاً عملياً ملموساً في أي بلد عربي حتى يدفع الأردنيين للانخراط في امتداداته الحزبية وتشكيلاته السياسية في بلادنا، وبات في ضوء فشل التيار اليساري وضعف جذب التيار القومي، بات التيار الإسلامي هو المتاح عملياً أمام كل من يتطلع للخلاص من ثقل الظروف المحيطة وهو الواقف على رجليه على الرغم من الاستهدافات التي تنال منه، وخاصة بعد ضربات أسامة بن لادن القاسية ضد الأميركيين.

وإضافة إلى العقيدة السياسية التي امتلكها حزب الإخوان، فقد استفاد من تجربته الفريدة في الأردن، فقد حصل على قرار الترخيص أواخر عام 1946، وامتلك الغطاء السياسي بحرية العمل منفرداً عن سائر الأحزاب والقوى السياسية الإسلامية والقومية واليسارية منذ عام 1957 حتى عام 1989، بعد أن استعاد شعبنا حقوقه الدستورية في الانتخابات النيابية وحق ترخيص الأحزاب على أثر المصالحة الوطنية التي بادر إليها وعمل لأجلها جلالة المرحوم الملك الحسين عام 1990 وتشكيله اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني الأردني التي شارك فيها الشيوعيون والبعثيون وفصائل اليسار "حزب الشعب وحزب الوحدة" وكذلك الإخوان المسلمين وكافة أطراف الطيف السياسي الأردني.

الإخوان المسلمون استثمروا فترة تحالفهم مع الحكومات الأردنية المتعاقبة من عام 1957 حتى عام 1989، حيث وفرت لهم الحكومات الأردنية المتعاقبة المنابر والبعثات والوظائف مثلما استثمروا تحالفهم وتعاونهم مع الولايات المتحدة الأميركية، فعملوا معها وقاتلوا تحت رايتها وأجهزتها الأمنية في العديد من المواقع والمعارك وخاصة في أفغانستان ضد الشيوعية والإشتراكية والاتحاد السوفيتي وضد عبد الناصر وضد منظمة التحرير الفلسطينية وضد غيرهما من أطراف المعسكر القومي العربي والإسلامي والتقدمي والوطني المعادي للإمبريالية والاستعمار الإسرائيلي.

الصفحات