أنت هنا

قراءة كتاب وللحج مقاصد لو نجتهد لتلبيتها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وللحج مقاصد لو نجتهد لتلبيتها

وللحج مقاصد لو نجتهد لتلبيتها

كتاب " وللحج مقاصد لو نجتهد لتلبيتها " ، تأليف محمد عدنان سالم ، والذي صدر عن دار الف

تقييمك:
4.66665
Average: 4.7 (3 votes)
الصفحة رقم: 6

الإنسان هو المنتفع من تجاربه التعبدية

إلى هنا يبدو هذا البعد الروحي التعبدي للعبادات كلها علاقة ثنائية بين العبد وربه، تثير في النفس أسئلة جديدة: مَن مِن طرفي العلاقة المستفيد من هذه العبادات: الله أم الإنسان؟ ويأتي الجواب الإلهي حاسماً على الفور{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [الذاريات: 51/56-58] فالناس هم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد، وفي الحج بالذات، فإنه حتى التقوى التي هي حصة الله تعالى من إذعان العباد لأمره بالنحر، فهي لفائدتهم {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ¾ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج: 22/36-37] فهذا الأكل وإطعام القانع والمعتر بعض من منافع الحج التي حددها الله تعالى من أهدافه ({لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ } [الحج: 22/28] .

هكذا يتبين أن العبادات كلها إنما شرعها الله تعالى لمنفعة الإنسان، وأن المستفيد منها في طرفي العلاقة بين الخالق والمخلوق هو الإنسان.

ولكن أي إنسان هذا المستفيد؟ أهو الإنسان الفرد؟ أم الإنسان الجماعة والمجتمع؟!

ولربما كان علينا هنا أن نتساءل عن خطاب التكليف الرباني أكان موجهاً للإنسان الفرد، أم للإنسان في الجماعة؟! وعن طبيعة المسؤولية عن الأمانة التي تصدى الإنسان لحملها، أهي مسؤولية فردية أم جماعية؟

الصفحات