أنت هنا

قراءة كتاب وللحج مقاصد لو نجتهد لتلبيتها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وللحج مقاصد لو نجتهد لتلبيتها

وللحج مقاصد لو نجتهد لتلبيتها

كتاب " وللحج مقاصد لو نجتهد لتلبيتها " ، تأليف محمد عدنان سالم ، والذي صدر عن دار الف

تقييمك:
4.66665
Average: 4.7 (3 votes)
الصفحة رقم: 3

أيٌّ من الحضارات وحَّد الإنسانية، وألغى الفوارق بين البشر، مثلما يفعل الإسلام في الحج؛ يستقبل الناسَ من كل فج عميق، يجمعهم في صعيد واحد بلباس واحد على كلمة سواء واحدة؛ يجأرون بها على الله خالقهم بنبرة ولغة واحدة (لبيك اللهم لبيك).؟!

أيٌّ منها يملك مثل هذا المشهد الرائع تبثه الفضائيات في الحج وفي سائر الأيام؛ يلتف فيه المسلمون حول الكعبة، ينتظمون في دوائر تتسع وتنداح حتى تعم الكرة الأرضية كلها، تتفتح أوراقها وقوفاً، وتغمض ركوعاً وسجوداً، ثم تتناثر لتتبرعم وتتفتح من جديد، تفعل ذلك خمس مرات في اليوم، يخيل للمرء أن صفوفها المتباعدة قد استقامت وما هي إلا منحنيات، تحنو على مركز الدائرة مكة، ويشتد حنوها فيها، حتى تتقابل صفوف المصلين محيطة بالكعبة إحاطة السوار بالمعصم؟!

ألا تستحق مكةُ أن تكون سرة الأرض؟! وأن تكون الكعبةُ مركز الكون؟! إنني واثق إنهما لكذلك، وقد بدأ مصطلح مكة (المركز) يستخدم عالمياً، مبشراً بمستقبل مشرق لهذا الدين.

أيُّ الثقافات أقامت نصباً للشيطان، رمز الشر والفساد وبثِّ الفرقة وإثارة الشحناء والبغضاء بين الناس، وجَمَعت

الناس في يوم مشهود كيوم الحج لرجمه، إعلاناً لبراءتهم منه، وعزمهم على اليقظة لأحابيله؟!

أيّ الأمم تملك مثل ما تملكه أمتي من قيم وشعائر، ورموز، ومدارس، وتطبيقات يومية، وتدريبات سلوكية، وتعليم مستمر، وتزكية دائمة؛ تصون الإنسان من الانحراف؛ تذكره إذا نسي وتعينه إذا ذكر؟!

أفيليق بأمتي أن تفرِّط بهذه الثروة التي وهبها الله وائتمنها عليها، رسالةً تؤديها كل يوم، ويوم الحج الأكبر على وجه الخصوص؟!

الصفحات