كتاب " وللحج مقاصد لو نجتهد لتلبيتها " ، تأليف محمد عدنان سالم ، والذي صدر عن دار الف
أنت هنا
قراءة كتاب وللحج مقاصد لو نجتهد لتلبيتها
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وهل أنت، حين تُحْرِمُ، متجرداً من ثيابك وسائر خصوصياتك ومراتبك، إلا رقم في تعداد الحجيج يباهي به رسول الله الأمم يوم القيامة؟!
وهل أنت، حين تزج بنفسك في طاحونة الطواف حول الكعبة، إلا حبة قمح تندمج مع أخواتها، يتدافعن ويتمازجن في سبع طوفات، تَدِقُّ وتَدِقُّ حتى تتلاشى ذرات، تندلق من فتحة الحجر الأسود عند الخط الذي يمثل بوابة البدء والختام، تخرج مروَّضة مستساغة معطاءة مؤثِرة غير مستأثرة؟!
وهل أنت حين تلقي بنفسك في غمار السعي بين الصفا والمروة، إلا قطرة ماء في نهرٍ ما زال يجري من دون انقطاع منذ بدأته هاجر تبحث عن ماء يطفئ ظمأ رضيعها،وسيظل يجري إلى قيام الساعة؛ يبطئ حيناً ويسرع حيناً، لكن قطراته حاشا أن تجفَّ، وعلى ظهر الأرض إنسان يصغي إلى أذان إبراهيم؟!
وهل أنت في الحج، إزاء إخوانك الحجاج، إلا حبة رمل في بيداء عرفة، تجأرون إلى الله - على اختلاف ألسنتكم - بصوت واحد ولحن واحد: لبيك اللهم لبيك.
هل تستطيع أن تنأى بنفسك في هذه البيداء إلا بمقدار ما تناجي ربك، تسأله العافية لك ولمن يلوذ بك؟!
لست وحدك في الحج، بل أنت عضو في جماعة، وجزء من فريق، تعبدون الله مثنى وفرادى.. تجتمعون على العبادة، ثم يخلو كل منكم إلى نفسه ليرى أثر العبادة فيها، ويسأل الله تعالى القبول لها، وأن يكتبها له في ميزان حسناته، فلا يضرب بها وجهه يوم الحساب، إذا شابتها شائبة نفاق أو رياء.