أنت هنا

قراءة كتاب موت سريري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
موت سريري

موت سريري

كتاب " موت سريري " ، تأليف وائل رداد ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 1

بداية..

عقب عودته للسكن، هرع (شاهر) للثلاجة فالتقط منها شيئا مواربا بسرية وعناية، بعدها، تمدد على فراشه دون طعام غداء أو تبديل ثيابه حتى..

كانت الحقنة في جيبه جاهزة ومُعدة للاستخدام، مادة (R.D.5) الملائكية! العذبة! صانعها قديس يستحق نوبل على هديته للبشرية جمعاء.. يستحق الجنة!

لقد منح البشرية أمل الاستمرار في الهراء الأزلي.. أزال الغطاء كاشفا عن الإبرة، طرقها بترفق بأنامله، ذرف الرأس المنمنم بعض السائل، فبحث عن الأوردة المتفرعة في ذراعه بعد ربطها بحبل مطاطي، ضرب الموضع المنشود بضع مرات متفقدًا الأوردة، ثم دسَّ الإبرة في أحدها وهو يعض شفته السفلى، ومن ثم استرخى مباشرًا التحليق..

كان ذلك عندما طرق أحدهم الباب مرتين بأدب جم قبل أن يدلف..

الشيخ (نـزار) كما كان يحب أن يلقبه، طالب في كلية الشريعة والقانون، ناحل كأعواد قصب السكر، له نظرة طيبة متسمة بالهدوء والرزانة، وكعادة الأكثرية الساحقة من طلبة كليته كان يُطلق لحيته، ولم يكن يمشطها مطلقا..

أحيانا يرحب بقدومه، وأحيانا أخرى يتعمد مضايقته عن طريق تشغيل الأغاني الغربية الصاخبة بغية حمله على الرحيل!

اليوم- لحسن الحظ- كان يتوق لرؤيته والتسامر معه قليلا..

تبسم وهو يرد تحية الشيخ (نـزار) بمثلها، ودعاه للجلوس على السرير الذي ظل متمددا عليه، فجلس قائلا وأصابعه تداعب لحيته:

- صباح الخير، مالك متلحف في الفراش كالمومياوات هكذا؟

- صدري كالجحيم، كلما سعلت شعرت بالقطران يكاد يخالط الدم..

- الله يشفيك ويعافيك.. كله من الدخان!

- الحق أنه قد نهش حلقي نهشا.. ابن الملعونة!

- لا حول ولا قوة إلا بالله..

- كيف حالك أنت؟

- نحمد الله..

- وأيام الدراسة المضنية معك؟

ردَّ كمن يتنهد:

- الحمد لله على كل حال.. ماذا عنك؟

- الحق بأني ضقت بكليتي والجامعة ذرعا..

- إن الله مع الصابرين..

- وصبر (أيوب) ما كان ليجاري صبري..

- أستغفر الله العظيم..

- والله حانق علي..

- نحمده في السراء والضراء..

الصفحات