كتاب " موت سريري " ، تأليف وائل رداد ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب موت سريري
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
- لا أتوقع منك غير ما قلته، لا تقلق فأنت لست من عبادي، أنت (إبليس) عندما أبى واستكبر!
- هل قلت أنك مجرد ثرثار؟
- أحسبك ذكرتها سابقا، لا بأس.. إذا أردت المادة فهي لك، لقد أجهدنا تدبير كمية شحيحة ونادرة، هي لك لكن بشرط واحد قد يكلفك الكثير.. أنا لا أحاول إخافتك بل أجرد الحقيقة من ثيابها أمامك لتتأملها بكل تفاصيلها القذرة.. هل أنت مستعد للتجربة؟
- بكل تأكيد..
- أنت ممن يخافون بعسر، مجيئك إلى هنا يدل على ذلك.. أنا أحاول دفعك إلى رؤية الحياة بمنظورها الحقيقي، أنت مرتاح نسبيا كونك في مكتبة نظيفة، تخاطب رجلا متعلما أنيقا في غرفة نظيفة ومعطرة..
تذكر الأنجاس والعاهرات والصبية الأنذال، تذكر (ضيوي) والروائح الكريهة.. كل هذا مجرد غيض من فيض..
غابة البشر ليست بحاجة لملك، الكل يسعى بوسائل القتل والنهب حتى يصير الآمر الناهي، الدرب هنا ملوث، ملوث بشدة، تفوح منه رائحة نجاسة لا توصف، والمنظر لا يصدق!
عُد إلى حيث الأمان، جد عالما طبيعيا يبعد كل البعد عن بؤرة الجنون، لا تجعل من نفسك عرضة للضياع من أجل هدف أحمق!
لا تدع الحمق يدمرك!
رمقه (شاهر) بنظرات ثاقبة خبيرة، لقد أدرك أمرا لا يمكن إغفاله عن مدمن محترف، إنه يتعاطى المادة منذ أربعة أعوام، لم يحتفظ خلالها بمسلك واحد يسلكه المدمن المخبول، كان مدمنا ذا أعصاب حديدية، يدمن وهو يفكر، ولا يتصرف بطيش.. نصف المدخرات على الأكل والشرب والإيجار والنصف الآخر على التعاطي، (R.D.6) مادة مختلفة عن جنون الكوكايين والهيروين المطبق، إنه مخدر يختلف عن سابقيه، تطور من واحد إلى ستة بغير عبث، مخدر راق إذا ما تم تصنيفه بدقة..
ميل بوجهه ليطالع تقاسيم المعلم المزعوم، وبثقة شابتها سخرية همس:
- أنت مدمن على (R.D.6)! مثلي تماما!
وتراجع متوقعا اشتعال غضب المعلم، إلا أن الرجل صفق بيديه محدثا دويا كالمفرقعات، وقهقه قائلا:
- عظيم! ممتاز! أنت الضالة المنشودة حتما!
- يجدر بك فعل شيء بشأن جنون العظمة الذي ينتابك، إن (R.D.6) مخدر مؤذ نفسيا، أعراضه تبدأ بالأمراض النفسية، وتنتهي بالعينين المحمرتين والحكاك وتنميل الأطراف معظم الوقت..
- لا تخف، لن أهرش جسمي أمام أحد، أستطيع التحكم بجربـي!
- هذه مشكلة تخطيتها أنا الآخر منذ زمن بمرهم دوالي الساق!
وتبسم متشفيا، حتى الملك سقط ضحية مملكة السوء خاصته، هذا أول ملك يفقد السيطرة على عرشه، ويتحول إلى تابع يمارس ما يمارسه أي تابع مدمن!
خلع المُعلم نظاراته مطالعا (شاهر) بحدقتين دمويتين كالأبالسة، وراقب مطولا قبل قوله باهتمام:
- كيف تخفف من حمرة عينيك بهذه الصورة؟
- أستعمل قطارة خاصة بالعيون، أتريدني أن أخبرك بالتركيبة؟
- يا حبذا!
- هنالك مقابل طبعا!
قهقه المعلم مجددا، واستعاد نظاراته على جفنيه قائلا:
- لا بأس فقد اعتدتها، كما ترى يا سيدي أنا مهتم بمدمن متمكن جيدا من أدواته، رأيت على شاشتي قوتك رغم الإدمان، فأدركت أنك مدمن يقظ! ليس كديدن الصعاليك الذين يغرقون في دوامة السم، فلا ينتشلهم من القعر سوى أطباء المشرحة..
ما دمنا نفهم بعضنا سأخبرك بالمطلوب حالا ودونما إبطاء، نحن بحاجة لباحث! باحث متمرس يستطيع اطلاعنا على النتائج المترتبة لإدمان مخدر(R.D.7)..
- (R.D.7)؟
- مفاجأة أليس كذلك؟ العلم لا يتوقف عند حد، هذه المعلومة الصغيرة سرية للغاية، لكنني سأجرب الثقة بك..
نحتاج إلى مدمن يقظ لتجربة المخدر المطور قبل إنـزاله السوق للتداول، معرفة ما إذا كان ناجحا أم لا، ابتدأنا بالفعل إنقاص كمية المخدر القديم حتى صار سلعة نادرة في السوق، (R.D.6) كان هوسا حقيقيا، لكننا نسعى لجعل (R.D.7) أعجوبة العالم الثامنة!
- وأنا فأر التجارب؟


