أنت هنا

قراءة كتاب موت سريري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
موت سريري

موت سريري

كتاب " موت سريري " ، تأليف وائل رداد ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 8

2

على النقيض تماما وجد (شاهر) نفسه في مكتبة!

المكان مرتب ونظيف ينم عن ذوق رفيع في انتقاء الأثاث غالي الثمن، المكتبة احتلت الجدار الخلفي وراء المكتب العريض الذي اصطفت عليه تماثيل برونـزية لحور عاريات متموضعات، ثمة صندوق خشبـي يحمل صورة أيل يبدو وأنه صندوق سيجار، أقلام شفرة فضية، سكين فتح خطابات..

وعلى كرسي دوار وثير جلس.. المُعلم، لا يمكن إلا أن يكونه، رجل وقور يرتدي نظارات مظللة، وبدلة أنيقة سوداء مضمخة بعطر فاخر، وربطة عنق كحلية دسَّ بها دبوسا مذهبا، كان ممتلئا، لحيته كثة ذات لون رمادي تخللته بعض حمرة الحناء، شبه أصلع وقد استعان بتطويل ما تبقى له من شعر حتى بلغ الكتف..

مدَّ يده بترحاب داعيا ضيفه للجلوس على الكرسي الوحيد الموجود هنالك، بدا كرسي اعتراف أو تعذيب، لم يجلس (شاهر) بل ظل واقفا ينتظر..

أشعل المُعلم غليونا عنابيا بتؤدة مراقبا النظارة السوداء التي أخفت عيون صاحبها بإحكام.. فرغ من طقوس الغليون، فنفث دخانه الضبابـي كقاطرة وهو يفتح الصندوق عارضا على (شاهر) سيجارا يدخنه..

- "لا ألمس هذه الأشياء فهي لا تعجب سوى ضيوفي، إنهم يحبون التظاهر بالفخامة وكأنهم رجال أعمال أو ملوك، يظنون مجرد تدخين سيجار سيجعل منهم أصحاب شأن وهم مجرد صعاليك!"

- "لا أدخن.."

رمقه الرجل بعيني صقر، كانت حدقتاه نافدتين يمكن تبينهما من وراء زجاج نظاراته المعتمة، بدا وكأنه استشف كل ما يبغيه من مراقبة تعابير ضيفه المتجهمة، وبثقة همس:

- أمتأكد أنت؟ لا أحد هنا يرفض الدخان، إنه الهواء الذي نتنفسه!

- أقلعت..

- هذا شأنك، يقولون أن للإرادة علاقة بالإقلاع، هذا هراء، الإقلاع يأتي عندما يضجر المرء ويفقد لذة الإحساس بالشيء..

- (R.D.6)..

- آه.. بديل السجائر الأنسب! أتحلم بإيجاد المخدر رقم واحد حاليا؟

- أين أجده؟

- خارجا ستجد العشرات، لا بل المئات من الضباع الجائعة، أعتقد أن خواطر راودتك بشأن هذا المكان وخارجه، لا ريب بأنك فكرت، ملك خفي للصعاليك يسعه السيطرة على تعطشهم للدم والمال والمخدرات والنساء، يضع توازنا للإبقاء على سير الأمور الطبيعي دون مشاكل..

كما لاحظت أجد عزائي بالقراءة، أنا رجل متعلم يا سيدي، ولن أقول عن نفسي مثقفا، المثقف لا يقول عن نفسه: أنا مثقف! هذا زيف لا شك فيه، مكابرة وغرور أيضا..

الصفحات