أنت هنا

قراءة كتاب باردة كأنثى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
باردة كأنثى

باردة كأنثى

كتاب " باردة كأنثى " ، تأليف إسماعيل يبرير ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقد

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 10

حدّق بـي أبـي مليا ثمّ قام من مكانه، كأنه يريد أن يقول لي أنت مشكلة أكثر منك ابنا، أردت أن أرحم أُبوّته القلقة فقلت أنني أبني نفسي فقط لست مريضا ولا يائسا، إنصرف يتمتم لعلّه كان يدعو الله أو ربما كان يلعن يوم مولدي، قرّرت مساء أن أصفّي حسابـي مع وردة دون أن أبتلع القرطين المدوّرين، ألحيت في الاتصال بها، هدّدتها وأسمعتها صوتا لم أعرفه فيّ من قبل، كنت وقحا وفجّا وعنيفا فالتقينا في الغد، ليست راغبة في الحديث، سألتني أن أؤمّن لها مكانا نختلي فيه بعيدا عن الهاشمي، ذهبنا إلى بيتنا، قلت لأمّي أنّ أحد الرّقاة سيدخل غرفتي فحبست نفسها بالمطبخ، أبـي لن يعود قبل عصر هذا الخميس، دخلنا الغرفة أغلقت الباب لتوّي ألتفت حتى إنقضّت عليّ جموحة، أمسكت خاصرتها تأمّلت وجهها الأرجواني وهو ينفلت من ناظري ودفعتها إلى السّرير، قلت في نفسي هذا ما علّمك إيّاه الهاشمي ولم تكوني لتعرفي منه شيئا معي، ألتهمها زبدة وجبنا وشهدا وفاكهة أبا، ناعمة لكنها مزّقتني... دافئة لكنها جمّدت الدّم في عروقي، من أين تعلّمتُ هذا العمل المثير قبحا وروعة؟، أتذكّر الآن دروس أبـي الحسن التي كانت تجعلني أحتلم، فقه الفراش الايروتيكي الذي عمّر في رأسنا نحن المجاهدون الصّغار دون باقي الأحكام، أنهيتُ اللّعبة قالت لي "أخرجُ الآن لم يعد بيننا شيء"، إستسلمت وتركتها تنصرف بعد أن دفنتُ القرطين في حقيبتها البيضاء، أمّي ظلّت مرابطة بالمطبخ تنتظر بقهوتها التي لم يطلبها الرّاقي وسألتني لاحقا

- ماكان رأي الرّاقي، عينٌ أليس كذلك؟

- أجل قال أنها عين قريبة رأت أشياء جميلة فسلبتها

- يا لطيف يا ستار

- لا تقلقي فقد تزول قريبا

- إقرأ القرآن وداوم على الصّلاة، ولا تحكِ أمام الآخرين، فمنذ أنجبتك والعين تحيقُ بك وتبعثر خطاك "قل هو الله عليك ياوليدي".

مسكينة أمي المبعثرة، مسكينة وردة، مسكينة خطاي.

الصفحات