كتاب " الأزمة المالية العالمية " ، تأليف د. محمد عبد الشفيع عيسى ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع.
أنت هنا
قراءة كتاب الأزمة المالية العالمية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الأزمة المالية العالمية
3- سحابة عابرة، أم فيضان مدمر..؟
أم زلزال متوسط القوة"..؟
والرأسمالية الأمريكية إلى أين..؟
أسئلة معقدة تتردد على كل الألسن وتلوكها الأفواه:
· هل أن الأزمة المالية العالمية الراهنة تمثل سحابة عابرة سرعان ما تنقشع، أم هي فيضان مدمر ومتطاول يكتسح الجميع- أم هي أمر آخر؟.. وهل تمس عدواها بلدانا أخرى، وإلى أي مدى..؟
· وما الفرق بين هذه الأزمة والأزمات الأخرى التي شهدها النظام الاقتصادي الرأسمالي العالمي خلال ما يقرب من قرن مضى، من حيث رد الفعل العام ووصفة العلاج..؟
· وهل هي نذير بأفول الرأسمالية أم بشير تصحيح وتصويب لمسارها العام..؟ أم لا هذا ولا ذاك.؟
هذه الأسئلة مترابطة، يأخذ بعضها برقاب بعض، في صلة لا تنفصم. فأين الحقيقة؟
فلنبدأ بمحاولة الإجابة على السؤال الأول.
إن هذه الأزمة أزمة كبيرة وعميقة حقاً، وذات أثر سلبي لا ريب فيه على الاقتصاد العالمي، وخاصة الاقتصاد الرأسمالي المتقدم. وقد ذكر المدير العام لصندوق النقد الدولي، الفرنسي: دومينيك شتراوس- كان، أن الجهاز الفني للصندوق يتوقع هبوط معدل النمو في الدول المتقدمة خلال النصف الأول من 2009 من 3% إلى صفر في المائة، وانخفاض معدل النمو العالمي الإجمالي من 5% إلى 3%. أما رئيس البنك الدولي، الأمريكي: روبرت زوليك، فقد أقر بالهبوط المقدر من قبل صندوق النقد الدولي، فيما يبدو، وإن ذكر أن العالم ليس مقبلاً على فترة ركود، طالما أن الاقتصاد العالمي سوف ينمو بمعدل 3%، إذ الركود - في رأيه- يتحقق وقوعه حينما يكون معدل النمو بالسالب - أي دون الصفر. ولكن انخفاض معدل النمو في رأيه سيكون المتضرر منه هي الدول النامية، بما فيها بعض الدول المنتجة للنفط وخاصة في (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) – أي الدول العربية أساساً- والتي ستعاني موازناتها المالية من المصاعب بفعل انخفاض محتمل في أسعار وعوائد النفط، إثر انخفاض مستويات الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة وسائر الدول الصناعية من جرّاء الأزمة. أما المتضرر الأكبر - في تقدير البنك الدولي- فهي البلاد الفقيرة، وخاصة الأكثر فقراً، حيث يتوقع انحدار 44 مليون نسمة إلى هاوية الفقر الشديد، وخاصة من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.