أنت هنا

قراءة كتاب متحف الذاكرة الحيفاوية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
متحف الذاكرة الحيفاوية

متحف الذاكرة الحيفاوية

كتاب " متحف الذاكرة الحيفاوية " ، تأليف د. سميح سعود ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 10

أواني منزلية

تتضمن مكونات مألوفة وعادية لأغراض الطهي والأكل والشرب ومختلف الاستخدامات المنزلية، دارت على بعضها عجلة الزمان طيلة فترة تزيد على المئة عام، مرت الحياة خلالها بموجات تبديل وتغيير مفصلية كثيرة، لكنها بقيت متوهجة تقاوم الزمن، وقادرة على الاستمرار والصمود، لتُعبر عن تشبث أصحابها بالأرض، وبذلك البيت الصغير على حافة شارع الناصرة في مدينة حيفا، تنسج تواصلاً حميماً بينه وبينهم، يؤجج حالة حياتية مليئة بمساحة واسعة من الأحلام رغم مرارة المنفى.

تنم هذه الأواني عن رؤية كاشفة لحياة أسرية وادعة، تُكثف ذكريات متشعبة بدلالات عميقة، تنقل الرائي من حاضر الشتات المعيش إلى مساحات تغمرها أحلام متدفقة، تُحيل البيتَ المفقود إلى بيت مرئي يزدحم بقطوف حياة مضت، كانت مزدانة بتفاصيل أسرية خاصة، وأخرى عامة، ومجريات أحداث متشابكة، تتشبث بمعاقل الذاكرة، وتسترجع بخيال جامح أحوال الناس في ذلك الزمن، وتستحضرهم بسماتهم وقسمات وجوههم وتكوينات بيئتهم وتفاصيل حياتهم.

تتسع هذه المقتنيات في تكوينات قطع متعددة، تشتمل على صحون وفناجين قهوة وأكواب من الزجاج والخزف والبورسلان مختلفة الأشكال والألوان، وملاعق وسكاكين، وطناجر، وصواني إحداها فضية من المغرب، وطاحونة قهوة يدوية لطحن القهوة، ودلال قهوة من النحاس، ومصحان (هاون) من النحاس مسجل عليه أن تاريخ صنعه يعود إلى عام 1825، يستخدم يدويا لطحن الحبوب والقهوة وحبة البركة ومختلف أنواع البهارات الأخرى، وغلاية قهوة نحاسية، وثلاثة بوابير (بريموسات) كاز للطهي وتسخين الماء، وأباريق مختلفة الأشكال والأحجام، منها إبريق شاي من المعدن، وإبريق ماء من الزجاج، وإبريق ماء من الفخار ملون ويستخدم لحفظ الماء وتبريده في فصل الصيف، له رقبة طويلة ومقبض نصف دائري وأنبوب بارز يتم شرب الماء من خلاله.

ومن هذه المقتنيات "سماور" روسي، عبارة عن إناء نحاسي أصفر، يستخدم لإعداد الشاي، يرجع في أصله إلى بلدة سماور الروسية، وهناك من يسميه "البخاري" نسبة إلى بخارى من مدن آسيا الوسطى، ويُعد الشاي به بالاعتماد على تكثيف البخار، حيث يوضع فيه الماء ليغلي باستخدام الفحم، ومن ثم يخرج منه البخار، ليتكثف داخل إبريق مثبت في أعلاه، يحوي على الشاي المختار وفيه يتقطر البخار في مرحلة لاحقة، ويتم طهي الشاي تدريجياً خلال فترة طويلة من الزمن.

وضمن هذه المقتنيات يوجد مهباش قديم يتكون من قاعدة مستديرة دقيقة الشكل مصنوعة من جذع شجر مجوف ويد مبرومة طويلة من نفس الجذع تستخدم لسحق حبوب القهوة المحمصة، ويكثر استخدام المهباش في البوادي العربية حتى الوقت الحالي كأداة تقليدية ترمز للكرم ووفرة الخير.

ويُبين والدي في أوراقه أنه اشترى طقم الشاي من بيسان بجنيه فلسطيني (100 قرش) بتاريخ 15-9-1941، واشترى بابور (بريموس) بجنيه من دكان "إذاعة حيفا" في شارع أمية لصاحبه صديقه عبد الفتاح أبو زيد بتاريخ 5-1-1938، أي بعد مولدي بخمسة أيام.

كما تُبين نفس الأوراق القديمة أن المهباش قد تلقاه جدي من أمي هدية من صديق له من عائلة الخطيب المعروفة في قرية كفرسوم الأردنية، عندما زاره جدي في عام 1936.

الصفحات