أنت هنا

قراءة كتاب المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين

المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين

كتاب " المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين " ، تأليف حسين نشوان ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

مفهوم المثل

يقول ابن عبد ربه: «الأمثال هي وَشْي الكلام([1])، وجوهر اللّفظ، وحَلْي المعاني([2])، والتي تَخَـيَّرَتْها العربُ، وقدَّمَتْها العجمُ، ونُطِق بها في كل زمان، وعلى كل لسان، فهي أبقى من الشعر، وأشرف من الخطابة، لم يَسِر شيء مَسِيرها، ولا عَمَّ عُمومها، حتى قيل أسْيَر مِن مثَل»([3]).

وبهذا المعنى يُعدّ المثل -بصياغته الفصيحة أو الدارجة- أحد أشكال الأدب، وأصناف الثقافة، التي تتميّز باتساعها وانتشارها، وتناوَلها كثير من الكتاب والمراجع، أمثال: الجرجاني، العساكري، المعجم الوسيط، ابن رشيق، الثعالبي، وكذلك تناوَل القرآن الكريم الأمثال تذْكِرةً للناس وَعِظَةً، ومنبّهات للتفكير في الحياة والخلق والإنسان في وفير من الآيات.

يصف الباحث «أحمد رشدي»([4]) الأدبَ الشعبيّ بأنه شفَهي، وغير مطبوع، يعبّر عن ذاتية الشعب والمجتمع، وهو يرتبط بخبرة المجتمع وعلاقاته. وبغض النظر عن عوامل شكل اللهجة الشعبية وخصائصها فإن المثل الشعبي، هو الخبرة الاجتماعية المختزلة باللهجة المحلية، وهو بهذا -أو وهو هنا- لا يختلف عن المثل الفصيح.

إن المثل الشعبي يعتمد في مرجعيّته على المثل الفصيح، ولا يختلف إلا باختلاف اللهجة عن اللغة في تحرّرها من الإعراب، ومخارج الحروف والأصوات. إن بعض المفردات تتشابه في أغراضها التربوية والقيمية، فالمثل الشعبي مجاز مركّب، يتوسّل اللهجة الشعبية العامة التي تختلف باختلاف البيئات الثقافية التي يمكن أن تَرِد فصيحة على ألسنة العامة أو بتحريف يسير.

خصائص المثل

أخذ المثل الشعبي خصائصه من المثل الفصيح -إن لم يكن تزامن معه- وقد وصفه ابن عبد ربه بأنه «قول سائر...»([5]) غير أن المثل الشعبي استمر أكثر، قرباً لوجدان الجمهور، ومرونة مع مخارج الأصوات، وانسجاماً مع اللهجات المتنوّعة والمختلفة، وبهذا كانت سهولة حفظه وتداوله بما يتمتع (به) من روح النكتة وارتباطه بالنمط (الجماهيري الزراعي) وسهولة اللفظ والبناء وقِصَر الجُمَل، واشتماله على جماليّة البناء واللّغة والسبك مثل السجع والبيان، غير أنه أيضاً يتّسم بالمبالغة الواقعية، والتعميم، والشمول، والاختزال، والشعرية، وأحياناً المباشرة (الكلمات الثابتة)، ويقوم على المفارقة، والتناقض، وهو دون قائل، والمثل هو وجدان الجماعة إذ يقول لسان الحال «إذا انجنّوا ربعك، عقلك ما بنفعك»، أو «إذا لقيت ناس بعبدو العجل حش واطعمه».

وظيفة المثل

للمثل وظائف متعدّدة، منها:

الوظيفة التربوية، والنصيحة، والوظيفة النقدية، ووظيفة الحكمة، وأخذ العبرة من الأحداث، وتلخيص قصة، والوظيفة التشريعية والقانونية في غياب القانون المكتوب والاعتماد على العرف والعادة، وهي أكثر الوظائف أهمية ولا سيما أن المثل يُدرج في المجتمع كالقانون «فالمثل ما خلّى إشي وما قاله» ولأن المثل ابن «الماضي» فهو يؤكد الخبرة الزمانية فيقول: «أكبر منك بسنة أفهم منك بدهر».

المرأة في المثل

يربط ابن عبد ربه في «العقد الفريد» بين المثل والمرأة، حيث يذكر أن أول ما وُظّف في الأمثال هو المرأة فقيل: «المرأة من المرء، وكل أدماء من أدم»، وباختلاف الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كانت الثقافة دائرة تتسع وتضيق بعوامل مختلفة تحددها خبرات الفرد والجماعة وعلاقاته ومصالحه.

الصفحات