أنت هنا

قراءة كتاب المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين

المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين

كتاب " المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين " ، تأليف حسين نشوان ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

الفصل الثاني : صورة المرأة في المثل الشعبي

صورة المرأة في المثل الشعبي: علاقات غير متكافئة

المرأة والأُسْرة

تقوم الأُسْرة على تقسيم هرمي يقف الأب على رأسه «ربّ الأُسْرة» الذي له الرأي الأول والأخير في كل ما يخص العائلة والبيت والملكية، ويليه في المسؤولية الابن الأكبر، الذي يعتمد عليه الأب في جميع أعماله، ويرافقه في حله وترحاله، فهو سنده «وذراعه اليمنى» دون أن يقلّل ذلك من مكانة بقية الأبناء الذكور الذين يشكّلون العزّة ومصدر القوّة «بيت رجال ولا بيت مال» وهو كذلك عنوان هيبة للقبيلة أو العائلة في إطار علاقات الإنتاج المرتبطة بالعزوة «عدّ رجالك وارد الماء»، «شيخ بلا عزوته قلّت مراجيله».

وإذا كان المثل يمكن أن يُطلَق على الكبير بشكل عام في الأسرة أو الكبير بعقله وحكمته فإن المثل لا يخلو من إطراء للرجل لتفرد مكانته وتعزيز هيبته «اللي ما إله كبير ما إله تقدير». أما المرأة وبغضّ النظر عن موقعها ونوع علاقتها مع الرجال وترتيبها وسنّها، سواء أكانت زوجاً أم أمّاً أم أختاً فإنّ وجودها لا يرتبط بحاجات القوّة والهيبة والإنتاج بل -على العكس- قد يكون وجودها محل خوف وتوجّس دائم لأسباب تتعلّق بذاكرة التشكيل الجماعي للقبيلة، القائم على فكرة الغزو أو السبي، حيث تولَد الفتاة غير مرحّبٍ بها، فيقال: «فال الحية ولا فال البنية» ثم تعيش طفولتها بشكل شبه مهمل، وتابعٍ للبيت، وما أن تصل إلى سن البلوغ حتى تتركّز عليها الأضواء فجأة، وتختلف معاملة عائلتها لها كلّياً، حيث تبدأ الممنوعات «فالبنات همهن للممات»، و«البنت بتجيب العار والمعيار والعدو لباب الدار».

وتصل صورة المرأة إلى أقصى مراتب التقليل من شأنها عند مقارنتها بالصغار، هذه المقارنة لا تتوقّف عند حدود قدراتها، وإنما أيضاً بسلوكها وتصرفاتها «المرة والصغير بفكروا الزلمة على كل شيء قدير».

ويعرف المثل بأن المرأة لا تجيد سوى دور واحد هو «دورها أنثى» «ودورها زوجة» الذي تُعَدّ له الفتاة منذ ولادتها (بيت الزوجية) «المرة يا سترها يا قبرها» وتستمر سلطة الأب على المرأة حتى في بيت الزوجية، وبصورة أكثر دقّة فإنّ مسؤولية المرأة تتعلّق بأهلها -خاصة في القضايا العشائرية-، وكما يقول المثل الدارج فإن أعمال المرأة الحسنة لزوجها أما الأعمال غير الحسنة فإن أهلها يتحملون مسؤوليتها بمعنى أن المرأة بعد زواجها لا تستطيع أن تستقل بذاتها «شر المرأة لأهلها وخيرها لزوجها».

وقبل ذلك فإن اختيار المرأة لمستقبلها يرتبط بقرار الأب والأخوة فيما يتعلق بالزواج «البنت يا جبرها يا قبرها»، «إذا انتركت البنت على خارطها يا بتوخذ طبال يا زمار».

إلا أن المثل الشعبي بالرغم من تهميش دور المرأة الإنتاجي ووضعها في أسفل التراتب الاجتماعي والهرمي للأسرة فإنه يتعامل بحس وسلوك «أرستقراطي» نحو المرأة الضعيفة التي هي «ضلع قصير» تحتاج للأمن والرعاية والشفقة فيقول «النسوان وداعة الأجاويد».

وهذا يأتي في إطار قِيَم الرجولة والمروءة التي يعتزّ بها العربي إزاء الضعيف، وهذه القِيَم تتضح في لحظة المقدرة والقوة مقابل الضعف والمسكنة «العفو عند المقدرة»، «ما يكرم المرة غير الكريم وما يهينها غير اللئيم»، إلا أن الواقع لا يعترف بكون المرأة تشكّل النواة الأساسية للأسرة «العاقلة والمجنونة في بيت جوزها بالمونة»، فالمرأة في بيت زوجها لا تملك شيئاً، بلْ هي جزء من أملاكه وما لها سوى رعاية البيت وراحة زوجها.

وفي هذا الإطار تختلف صور المرأة التي رسمها المثل بين الأم والأخت والزوجة والحماة...

الصفحات